السؤال
ما تفسير: يتامى النساء؟ وما إعرابها؟ في الآية 127 من سورة النساء؟ ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتب في يتمى النساء التي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدن وأن تقوموا لليتمى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما 127 ـ ألا يجوز أن يكون المعنى: اليتامى الصغار الذين تربيهم النساء؟ حيث إن اليتامى مضاف والنساء مضاف إليه وعلى من تعود هن في تؤتوهن؟ وشكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمراد بيتامى النساء هنا النساء اليتيمات، ويدل لذلك السياق القرآني فقد وصفهن بالموصول الدال على الجمع المؤنث وهو اللاتي ورد عليهن الضمير الدال على جمع الإناث في قوله تعالى: اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن {النساء:127}.
وفي صحيح مسلم عن عروة بن الزبير: أنه سأل عائشة عن قول الله: وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ـ قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا أن ينكحوا من طاب لهم من النساء، سواهن، قال عروة: قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فيهن فأنزل الله عز وجل: يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ـ قالت: والذي ذكر الله تعالى أنه يتلى عليكم في الكتاب، الآية الأولى التي قال الله فيها: وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ـ قالت عائشة: وقول الله في الآية الأخرى: وترغبون أن تنكحوهن ـ رغبة أحدكم عن اليتيمة التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن. اهـ.
وأما اليتامى من البنين الذكور: فقد ذكرهم بعد ذلك في قوله تعالى: والمستضعفين من الولدان، وشملهم كذلك قوله تعالى: وأن تقوموا لليتامى بالقسط.
وأما عن إعراب يتامى النساء: فكلمة يتامى مجرورة بحرف في، والنساء مضاف إليه ما قبله.
والله أعلم.