السؤال
ما معاني كلمة ذكر الله في القرآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ذكر الله تعالى يرد في القرآن الكريم لعدة معان ترجع في مجملها إلى عبادته -سبحانه وتعالى- والعمل بطاعته ودعائه وحمده والثناء عليه بالقلب واللسان في السر والعلانية وعلى كل حال.
ومن ذلك قول الله تعالى: فاذكروا الله عند المشعر الحرام {البقرة:198}.
قال أهل التفسير: يعني بذلك : الصلاة والدعاء عند المشعر الحرام.
ومنه قوله تعالى: فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون {البقرة:239}، أي: اذكروا الله بالقلب واللسان على كل أحوالكم وفي كل أوقاتكم في صلاتكم وفي غيرها، بالشكر له والحمد والثناء عليه على ما أنعم به عليكم من التوفيق لإصابة الحق الذي ضل عنه أهل الكفر بالله.
ومنه قوله تعالى: فاذكروني أذكركم. {البقرة:152}، أي اذكروني بالشكر أذكركم بالمزيد من النعم.
ومنه قوله تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم {آل عمران:191}، أي يذكرون الله في الصلاة وفي غير الصلاة وبقراءة القرآن..
ومنه قوله تعالى: واذكروا الله في أيام معدودات فمن {البقرة:203}، أي اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في تلك الأيام.
ومنه قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا {الأحزاب:41}.
قال القرطبي: المراد ذكر القلب الذي يجب استدامته في عموم الحالات ... فقد أمر الله تعالى عباده بأن يذكروه ويشكروه ، ويكثروا من ذلك على ما أنعم به عليهم . وجعل تعالى ذلك دون حد لسهولته على العبد ولعظم الأجر فيه. قال ابن عباس : لم يعذر أحد في ترك ذكر الله إلا من غلب على عقله.
ومنه قوله تعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما {الأحزاب:35}. أي بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم .
والله أعلم.