السؤال
أرجو تفسير هذا الحديث وهل هو ملائم لما نحن فيه اليوم من المظاهرات الموجودة بمصر؟ عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، قال فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: إلـزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة. رواه أحمد وأبوداود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمحمل هذا الحديث وما في معناه على ما إذا لم يوجد مصغ للخير ولا معين على الدعوة إليه، وأما من علم بانتفاع بعض الناس به، أو أمكنه التعاون مع غيره، فإنه لا تسوغ له العزلة، بل عليه مخالطة الناس والصبر على أذاهم، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 62938.
ولا يخفى أن هذا العصر لا تزال فيه بقية خير، والواقع يشهد على انتفاع كثير من الناس بالدعوة إلى الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولله الحمد، وإذا كان ذلك كذلك، فهذا الحديث لا ينطبق على هذا العصر بالكلية، فعلى المسلم اليوم أن ينضم إلى ركب الخير ودعاته، تعاونا على البر والتقوى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 97233.
ومما يؤكد هذا المعنى أن هذا الحيث إنما يورده أهل العلم في ما يستدل به على سقوط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند عدم القبول والانتفاع به، حيث يكثر الأشرار ويضعف الأخيار، قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وقد ورد ما يستدل به على سقوط الأمر والنهي عند عدم القبول والانتفاع به. اهـ.
ثم ذكر هذا الحديث، ونقل ذلك عنه السفاريني في غذاء الألباب.
وقال القاري في مرقاة المفاتيح: هذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار. اهـ.
وجاء نحوه في عون المعبود وفي فيض القدير.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 163601.
وراجع في حكم تنظيم المظاهرات والاشتراك فيها الفتويين رقم: 5844، ورقم: 151137.
والله أعلم.