السؤال
هل المقصود بدعاء الرسول لأهل البقيع الذي يدفن فقط فيها أم من مات في المدينة ودفن فيها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كلما كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في آخر الليل إلى البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا وإياكم متواعدون غدا أو مواكلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. رواه النسائي وصححه الألباني.
وفي حديث طويل قال فيه جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. رواه مسلم.
فهذه الأحاديث فيها الدعاء لأهل بقيع الغرقد، فيحتمل أن يكون المراد به خصوص أهل بقيع الغرقد الذين كانوا أهله في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فقط، ويحتمل أن يشملهم ومن بعدهم .
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: وهذه الدعوة يرجى أن تشمل من كان من أهل بقيع الغرقد إلى يوم القيامة، ويحتمل أن يراد بهم أهل بقيع الغرقد الذين كانوا أهله في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فقط، فلا يشمل من يأتي بعدهم. ولكن من كان من أهل الرحمة ؛ فهو من أهل الرحمة، سواء حصلت له هذه الدعوة أم لم تحصل، ومن كان من أهل الشقاء فإنه لا تشمله هذه الدعوة ولا ينتفع بها. اهـ
ولكن وردت أخبار في فضل الدفن بالمدينة بعضها صحيح وبعضها فيه مقال. منها أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض بقعة هي أحب إلي أن يكون قبري بها منها. ثلاث مرات. يعني المدينة. رواه مالك في الموطأ.
ومن ذلك دعاء عمر رضي الله عنه: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري وغيره.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى: 123847 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.