السؤال
إخواني الأفاضل أرى كثيرا من الخطباء جزاهم الله خيرا عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقول نبيكم ولا يقول نبينا حتى خطباء الحرم المكي والمدني، فهل يصح أن يستثني المتكلم نفسه من عموم اللفظ للمخاطب؟ أكيد أن أحدا لم يقصد ذلك على الإطلاق، ولكن هل يجوز تخصيص اللفظ بذكر النبوة دون إطلاقه على العموم فيكون أشمل وأعم؟ أفيدونا أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا أسلوب من أساليب الخطابة، لحث المخاطبين على أخذ التعليمات التي جاء بها هذا النبي العظيم الذي يعتزون باتباعه ويتشرفون بالانتساب لدينه، فكأن المتكلم يقول: هذا النبي الذي تتشرفون باتباعه وتعتزون بدينه يقول كذا أو يفعل كذا، ولا يتوهم عاقل ـ كما أشرت ـ أن مراد المتكلم إخراج نفسه من التشرف من الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استخدم هذا الأسلوب كثير من السلف الصالح من الصحابة الكرام ومن بعدهم، منهم عمر وأنس وابن مسعود وابن عباس وعائشة وغيرهم ـ رضوان الله عليهم ـ تجد ذلك في الصحيحين وغيرهما، فقد قال عمر ـ رضي الله عنه: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين. رواه البخاري وغيره.
وقال أنس بن مالك ـ رضي الله عنه: إنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري وغيره.
ولذلك، فإنه لا حرج في مثل هذا القول إن كان بقصد الحث والتشويق.
والله أعلم.