ترك الصلاة لأجل الوسواس منكر عظيم

0 334

السؤال

أدخل في السؤال مباشرة وهو استفسار بسيط عن نواقض الإسلام وهي كثيرة منها: ترك الصلاة، أو التحريم للحلال والتحليل للحرام بغير ما كتب الله. فمثل هذه الأمور التي تخرج من الإسلام والتي قد تقع بين المسلمين عن طريق المزح كثيرا. لذلك ماذا يترتب علينا للرجوع للإسلام أي هل تكفي التوبة من الفعل المرتكب للرجوع للإسلام أم يجب الغسل والنطق بالشهادتين ونحو ذلك؟ وهل عندما يقع الإنسان في مثل ذلك يحبط عمله الذي عمله في السابق ؟ وقال ابن باز بأن من أخر الصلاة متعمدا فقد كفر. هل كلما حدث مني تأخير للصلاة علما بأني حريص عليها لكن الشيطان قد يوسوس لي بأمور فأنشغل بها فيخرج وقت الصلاة. هل كلما حدث مني هذا التأخير أكفر لأني تعبت بصراحة من هذا الأمر فصرت أترك الصلاة بالكلية أياما ثم يأتيني قلبي فأعود للصلاة. وهل لو أنني أخرت صلاة المغرب وأصبحت كافرا وأتت صلاة العشاء ولم أتب من تأخيري لصلاة المغرب. هل يجوز أن أصلي العشاء أم إني كافر لا يقبل عملي إلا بعد ما أتوب؟ وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيبدو أن السائل لديه الكثير من الوساوس فيما يتعلق بالتكفير، لذلك نقول له عليك أن تعرض عن هذه الأفكار ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والضيق والحرج، ثم ليعلم أن أمر التكفير ليس هينا، فالمسلم لا يحكم عليه بالخروج من الإسلام، إلا إذا فعل ما يكفر به وتوفرت فيه شروط التكفير وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن ‏يكون بالغا عاقلا مختارا غير معذور بجهل أو تأويل فيما يكون فيه الجهل والتأويل عذر، كما سبق بيانه في الفتوى رقم :133016، فإن صدر منه ما يقتضي ردته  وجب عليه النطق بالشهادتين للدخول في الإسلام من جديد، ثم يغتسل، مع أن الغسل ليس شرطا للدخول في الإسلام وإن كان واجبا عند بعض أهل العلم كما سبق بيانه في الفتوى رقم :34954.

وقد اختلف العلماء في المسلم إذا ارتد ثم رجع إلى الإسلام هل تحبط الردة عمله السابق بمجرد وقوع الردة، أم أن عمله يحبط إذا مات على الردة، وهذا هو الراجح ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم :154287، ومثال ذلك ما إذا كان قد حج حجة الإسلام  ثم ارتد ثم رجع إلى الإسلام فإنه لا يطالب بالحج مرة أخرى بناء على القول الراجح، أما ثواب الأعمال فإن الردة تحبطه كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 37185، وانظر الفتوى رقم :55964، وما ذكر هنا يشمل كل مرتد مثل تارك الصلاة المتفق على كفره وهو من يجحد وجوبها وكل من ينكر وجوب أو تحريم ما علم وجوبه أو تحريمه من الدين ضرورة. أما من يترك الصلاة تهاونا من غير إنكار فمن العلماء من يعتبره فاسقا أشد الفسق وليس كافرا وهو قول الجمهور، ومنهم من يعتبره كافرا على الخلاف في تحديد الحالة التي يعتبر فيها كافرا، وقد سبق التفصيل في ذلك في الفتوى رقم :127746، والفتوى رقم :130853. وإذا كان تارك الصلاة متعمدا إما أن يكون فاسقا أشد الفسق وإما أن يكون كافرا، فإن تارك الصلاة الواحدة حتى يخرج وقتها شر من الزاني والسارق وشارب الخمر وقاتل النفس ، فهل يرضى السائل لنفسه أن يكون بهذه المنزلة ، لذلك فإن تركه للصلاة لأجل الوسواس ، منكرعظيم ، وهو بذلك يعرض نفسه لسخط الله تعالى وعقابه وهذا ما يريده الشيطان، إذ هدفه أن يصد الناس عن دين الله تعالى. قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر [النور:21]. فعليه أن يتوب إلى الله تعالى من ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها من غيرعذر معتبر شرعا، ولا يعتبر كافرا بذلك ما دام غير جاحد لوجوبها بناء على قول الجمهور، ويجب عليه أداء الصلاة في وقتها وقضاء ما فات منها بسبب الوسواس أو بسبب آخر، لأنها باقية في ذمته حتى يقضيها  ولينظرالفتوى رقم: 95046،  لبيان كيفية قضاء فوائت الصلاة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة