فَالله أَحقّ أَنْ يستحيا مِنْه

0 322

السؤال

ما حكم الجلوس بالشورت في البيت إن أبي يمنعني بحجة أن الملائكة تستحي من النساء العاريات فلا تدخل المنزل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

ففي الحديث الذي رواه الترمذي وصححه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو مما ملكت يمينك"، فقال:-أي الراوي- الرجل يكون مع الرجل؟ قال: "إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل"، قلت: فالرجل يكون خاليا، قال: "فالله أحق أن يستحيا منه".
وفي مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة".
ففي هذين الحديثين ما يدل على طلب ستر العورة في جميع الأوقات؛ إلا في وقت قضاء الحاجة وعند اتيان الرجل زوجته . وكذلك يدلان على أن ستر العورة واجب عن جميع الأشخاص إلا عن الزوجة والزوج وما احتيج إليه كالطبيب.
وعورة المسلمة بالنسبة لمحارمها ما عدا الوجه والأطراف كالرأس والعنق والساق، وأما ما يستر غالبا كالصدر والظهر والفخذ فلا يجوز لها أن تبديه لهم ولا يجوز لهم النظر إليه.
والواجب في بيوت المسلمين أن تبنى على التستر والحياء والحشمة، وأن ينأى بها عن السير في فلك الغربيين المستغربين، وقد أحسن والدك إذ منعك من الجلوس على تلك الحال، وأما الملائكة المطهرون "غير الحفظة" فلا يحضرون إلا الأماكن الطاهرة، ولا يكونون إلا مع المؤمنين المتقين القائمين بأمر الله المحافظين على حدوده وأوامره.
والملائكة من الحفظة وغيرهم عباد مكرمون على المسلم أن يكرمهم ويستحي منهم فلا يتعرى أمامهم ، روى الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله قال: إياكم والتعري! فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة