السؤال
أرى من بعض الفتيات قول أو كتابة: أحبك موت، وأنا لك وبك ومعك وأكفيك عن العالم، وكلمة: القوي الله وحبي لك قوي ـ لبعضهن البعض وغير هذه الألفاظ الكثير، علما أنني كنت أقول مثل هذه الأقوال لصديقاتي، ولكن خفت أن تكون صيغا للمبالغة أو فيها تنبيه أو تحريم أرجو من سماحتكم التفصيل في الألفاظ المذكورة، وإن كانت تختلف بالنية أم أنها ألفاظ موهمة أم غيرها؟ فبالنسبة لكلمة: أنا لك وبك ومعك وأكفيك عن العالم ـ فقد رأيت صديقتي تكتبها في هاتفها المحمول ـ البلاك بيري ـ ويظهر لجميع من عندها في الهاتف كتابتها لها، ولكن عندما سألتها لمن هذه موجهة قالت: سر ـ فهل يحق لها أن تحفظ ـ فيما يظهر أنها محبة شخص أو لعلها جملة أعجبتها والله أعلم بنيتها ـ سرا؟ أم يجب مني نصحها بشيء ولا أريد أن أظلمها بظن ولكن هذه الألفاظ لم ترحني؟ وهل هي مباحة أم لا؟ أرجو منكم سرد الأدلة على ذلك والتفصيل قدر الإمكان، لأنني لم أجد عند بحثي في الفتاوى ما يتناول ألفاظا مقبولة أم منهي عنها في المحبة خاصة، ومما أرى أن مثل هذه الجمل كثيرة جدا ويجب النظر فيها، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن تحري الصدق من أعظم أسباب التوفيق والهداية، كما أن التهاون في الكذب يورث الخذلان والغواية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه مسلم.
والألفاظ التي يتبادلها الناس تعبيرا عن المحبة، إن كانت بين الرجال والنساء الأجنبيات لا تجوز أصلا، وهي خطوة من خطوات الشيطان، وراجعي الفتوى رقم: 1109.
وأما إن كانت بين من يجوز تبادلها بينهم كامرأتين أو رجلين متؤاخيين في الله تعالى، أو حتى بين المرء وزوجه، فينبغي أن تكون بالمعروف، بعيدا عن الغلو الذي يورث الشطط، والمبالغة التي تؤدي إلى الإفراط، وبعيدا كذلك عن الألفاظ الموهمة لما لا يليق من المعاني، وبعض هذه الألفاظ وإن كنا لا نقول بحرمتها، إلا أن الحذر منها أمر مستحسن، ومن ذلك ما ذكرته السائلة كقول: أحبك موت، وكذلك قول: أنا لك وبك ومعك وأكفيك عن العالم ـ فإطلاقها ظاهر في الكذب والإفراط، وموهم لبعض المعاني الشركية.
والله أعلم.