السؤال
لماذا نقول يارب في الدعاء مع أن الله يقول في كتابه الكريم: وإذا سألك عبادي عني فاني قريب ـ والكثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى؟.
لماذا نقول يارب في الدعاء مع أن الله يقول في كتابه الكريم: وإذا سألك عبادي عني فاني قريب ـ والكثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم وجه استشكالك للدعاء بيارب مع قول الله تعالى: وإذا سألك عبادي عني فاني قريب ـ فإن كنت تقصد أن القرب يقتضي النداء بالهمزة وأي اللتين تستعملان لنداء القريب، فالجواب أن يا أيضا تستعمل لنداء القريب والبعيد معا، والذي يكون لنداء البعيد دون القريب هو أيا وهيا كما بين ذلك أهل اللغة، مع أن قواعد البلاغة تقبل إنزال القريب منزلة البعيد أو العكس لبعض مقتضيات التعبير، وللمسلم أن يقول في دعائه يا رب أو غيرها من الصيغ وألفاظ الدعاء مثل: رب بدون ياء النداء أو اللهم، فكل ذلك واسع لوروده في نصوص الوحي وآثار السلف، وانظر الفتويين رقم: 100111، ورقم: 121254.
ولا يعارض ذلك قول الله تعالى: وإذا سألك عبادي عني.. الآية، فإن سبب نزولها كما رواه ابن أبي حاتم والطبري في تفسيريهما: أن أعرابيا قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان.
ومعرفة سبب النزول معينة على التأويل ـ كما قال العلماء ـ أي معرفة تفسير الآية.
والله أعلم.