السؤال
قال تعالى: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ـ وقال في ذات السورة: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ـ والسؤال: هل هناك أحد من أهل العلم قال إن قوله تعالى: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه...الآية، منسوخة في حق الكفار المسالمين دون المحارب منهم أي منسوخة بقوله: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...الآية؟ وإذا لم تكن منسوخة في حق الكفار المسالمين فكيف نجمع بين إظهار العداوة مع الوالدين الكافرين وبين برهما وصلة الرحم الكافرة والبر لها والإقساط؟ والذي دفعني إلى إثارة السؤال هو أنني قرأت ذات مرة كلاما مفاده أن إظهار العداوة للكفار واجبة مع من حارب ومع من سالم, وأنه لا منافاة بين إظهار العداوة والبر والإقساط لمن سالم منهم، فاستشكلت مسألة جواز الزواج من أهل الكتاب وجواز صلة الرحم المشرك ووجوب بر الوالدين المشركين, ولا يقال هنا إن البغض في الله قد يجتمع مع البر وحسن العشرة، بل أنا أريد ماهو أبعد من ذلك وهو إظهارالعداوة لا إضمارها, فسؤالي كيف يجتمع إظهار العداوة الذي أقله التكشير بالوجه والهجران الجميل ونحوه مع الصلة والبر والزيارة، بل وحتى الزاوج من الكتابية؟.