جواز الدعاء على المؤذي، والترك أفضل

0 296

السؤال

رأيت معصية من ابن جارنا فأخبرت بها ولم أستطع سترها لفظاعتها وهو موجود بالإصلاحية الآن وجارتي تلومنا على ما فعلنا ـ أنا وزوجي ـ وتدعو علي وعلى أولادي هي وأمها، مع العلم أن ابنها عاق ويضربها ويتلفظ عليها وعلى أبيها الميت بألفاظ بذيئة، والآن زادت أذيتهم لنا ونحن نتجنبهم، لجأت إلى الله بالدعاء وأصبحت أدعو عليهم، وبعض الناس يقولون لماذا لم تستري عليه؟ والله تعبت نفسيا، والشيء الثاني أخاف لو رأيت منكرا لا أقدر أن أتكلم وأغض بصري وكأني لم أر شيئا، وهل دعاؤهم علي وعلى أولادي يستجاب لأنني ويعلم الله ما تقولت على ولدها وما قلت إلا الذي رأيته؟ وهل دعائي عليهم جائز؟ أم أصبر على أذيتهم وأطلب الأجر من الله؟ وشكرا لكم على استقبالكم أسئلتنا وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمسألة أمر الستر على المسلم أو عدم الستر عليه يرجع فيها إلى المصلحة الشرعية، كما سبق وأن بينا بالفتويين رقم: 21816، ورقم: 94319.

وإذا كنتم قد قمتم بما هو جائز شرعا ـ وإن كان خلاف الأولى ـ فليس من حق جيرانكم الدعاء عليكم، وهو في هذه الحالة دعوة بإثم فنرجو أن لا يستجاب لهم فيكم، وراجعي الفتوى رقم: 2395.

وأما دعاؤك عليهم: فإن كان في مقابل أذيتهم لكم، ولم تتجاوزي به الحد المشروع، فإنه جائز، ولكن ترك الدعاء عليهم بل والدعاء لهم بالهداية والصلاح أولى وأفضل، وانظري الفتويين رقم: 54408، ورقم: 70611.

وننبه إلى أن ما ذكر من كون هذا الابن يؤذي أمه وأباه الميت، فهذا من أعظم العقوق فيجب نصحه بأن يتقي الله تعالى ويتوب إليه، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 168365، وهي عن عقوق الوالدين، والفتوى رقم: 5450، وهي عن شروط التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة