الدعاء على الغير دون قصد حقيقته هل يستجاب

0 345

السؤال

هل يقع الدعاء ويستجيبه الله مع نية عدم وقوع الدعاء؟ فمثلا بعض الناس يقولون لبعضهم: قطع الله عمرك، أو بالعامية: الله يقطع عمرك ـ لكن لا يريدون بهذا الدعاء، وإنما يريدون أن يخبروا الشخص أن يكف عن فعله أو قوله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجوز للمسلم أن يدعو على غيره بغير حق شرعي، فقد قال الله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم { النساء:148}.

وقال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين {الأعراف:55}.

ومن دعا على غيره بدون حق كان ظالما ومتعديا، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله لا يستجيب دعاءه، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. 

ولما جاء في الترمذي عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال: الله أكثر. والحديث صححه الألباني.

كما ثبت في الشرع  أن الدعاء الذي يصدر بغير قصد حال الغضب لا يستجاب، فقد  قال الله  تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم { يونس:11}.

وجاء في تفسير البغوي وغيره: قال زيد بن أسلم: ومن اللغو دعاء الرجل على نفسه تقول لإنسان أعمى الله بصري إن لم أفعل كذا وكذا، أخرجني الله من مالي إن لم آتك غدا، ويقول: هو كافر إن فعل كذا، فهذا كله لغو لا يؤاخذه الله به ولو آخذهم به لعجل لهم العقوبة، كما قال تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم ـ قال ابن عباس: هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده: لعنكم الله، ولا بارك الله فيكم، قال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب. اهـ.

وقال ابن كثير: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة