حكم الصلاة خلف الموسوس

0 251

السؤال

قبل أن أبدأ أحب أن أشكر لكم جهودكم الجبارة، وأسأل الله العلي العظيم أن ينفع بكم ويجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه من خدمة المسلمين والإسلام.
أنا وأخي نسكن في منزل مع أبي وجدي، ونحن في قرية لذا فإنه يصعب الذهاب إلى المسجد الجامع في كل صلاة، لذلك بنى أبي وجدي سابقا مسجدا صغيرا بجوار المنزل ونحن نصلي فيه منذ الصغر وأبي هو إمام المسجد، أبي يوسوس في صلاته (أي أنه يعيد كل صلاة بعد الانتهاء من الصلاة بنا) وليس بسبب إنما هي وسوسة، ولكن كي أكون عادلا فأبي هو أتقانا وأزهدنا، فهو يقوم الثلث الأخير من الليل كل يوم، ودائما ما يكثر من قراءة القرآن، وهو على عكسنا تماما فهو ورع عفيف ولا يمكن مقارنة أنفسنا به من ناحية العبادة أبدا.
وسؤالي يبدأ الآن بالتحديد: هل يجوز لنا الصلاة معه ؟ وإذا كانت الإجابة لا فلماذا ؟
ورأيي أنه لا بأس في الصلاة معه لأنه ما دام أننا لسنا موسوسين في صلاتنا فلا مشكلة، إنما العتب عليه هو والله لن يسألنا عنه.
انتهى السؤال. وأرجو منكم الإجابة لأني -بإذن الله- سأعتمد جوابكم كـ -حل نهائي- لهذه المشكلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فأما ائتمامكم بأبيكم فصحيح جائز لا حرج فيه، واختلف هل تكره إمامته لكم أو لا؟

 قال في الفروع في من تكره إمامته: وإمامة من اختلف في صحة إمامته، فقد يؤخذ منه: تكره إمامة الموسوس، وهو متجه، لئلا يقتدي به عامي، وظاهر كلامهم: لا يكره. انتهى.

وبه تعلم أنه لا حرج عليكم في الصلاة خلفه، ولكن عليكم أن تناصحوه بلين ورفق، وتبينوا له خطر الوساوس وضرورة تجنبها ومجاهدتها، وأنه لا ينبغي له أن يعيد الصلاة بعد فراغه منها، وأنه بذلك مرتكب لما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من إعادة الصلاة في يوم مرتين، والمظنون بوالدك لما ذكرته عنه من الصلاح أنه ممن إذا ذكر ذكر، وسينتهي عن هذه الوساوس ويجاهدها بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة