السؤال
لي أولاد في سن الثانية عشر والتاسعة عشر، وأعاني معهم في ما يخص الصلاة، كل يوم أنصحهم أن يصلوا، أياما يصلون وأياما أخرى لا يصلون، فأكرر معهم مرة أخرى وهكذا، أنا معهم في معركة حتى مللتهم وهم كذلك ملوا مني، ولم يتحملوا نصائحي، في بعض الأحيان عندما أتركهم ولا أنصحهم أقول لقد قصرت وأنا المسؤول عنهم ربما يحاسبني الله على ذلك. فما العمل كيف أتصرف معهم في هاته الحالة. أفيدوني جزاكم الله خيرا، وجعل نصائحكم في ميزان حسناتكم. أنا الأب في عمر 56 سنة، والله لن يضيع أجر المحسنين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فاعلم أخي السائل أولا أن كثيرا من الآباء يعانون مما تعاني منه مع أولادك، وأن السبب في كثير من تلك الحالات هو تقصير الوالد في أمر أولاده بالصلاة لما كانوا في سن التعليم الواردة في الحديث: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ... " رواه أحمد وأبو داوود. فالغالب أن من دأب على تعليم أولاده الصلاة وأخذهم معه إلى المسجد من بداية السن السابعة الغالب أنه لن يعاني من عنادهم وتساهلهم في الصلاة عند بلوغهم سن الرشد, والذي يمكننا قوله الآن هو أن تستمر في نصحهم وإرشادهم وحثهم على أداء الصلاة، ولا بأس بالشدة عليهم إذا ظننت إفادتها، وإجبارهم على الذهاب معك إلى المسجد ما أمكنك ذلك، وتفقد رفاقهم فإن القرين بالمقارن يقتدي، والمرء على دين خليله، فلعل تقصيرهم وتساهلهم في أداء الصلاة ناشئ عن رفقة سيئة فابحث عن حال رفقتهم واستبدلها برفقة صالحة، واحرص على اصطحابهم إلى الدروس والمحاضرات ومجالس الذكر فإن لها تأثيرا عظيما في الإصلاح، واجتهد في الدعاء لهم بالهداية، فالدعاء باب عظيم لإصلاح الذرية يغفل عنه كثير من الآباء والأمهات، وفي كتاب الله تعالى الحث على الدعاء بصلاح الذرية: وأصلح لي في ذريتي {الأحقاف:15}، والمعنى كما قال ابن جرير في تفسيره: وأصلح لي أموري في ذريتي الذين وهبتهم، بأن تجعلهم هداة للإيمان بك، واتباع مرضاتك والعمل بطاعتك. اهــ.
ونسأل الله أن يصلحنا وذرياتنا أجمعين. وانظر الفتوى رقم: 55875. والفتوى رقم: 111590.
والله تعالى أعلم.