نصح المصلين المخالفين لبعض السنن مشروع برفق وحكمة

0 234

السؤال

نحن في دولة الكويت نصلي في مساجد السنة وبجانبي دائما الجالية الباكستانية ولهم عادات غريبة أثناء الصلاة فهم لا يتمون الصفوف ـ ولا يجمعون أرجلهم وأعقابهم إلى جانب المصلي ـ وإذا اقتربت منهم لجمع الأرجل يسحبون أرجلهم بلطف خفيف حتى لا يجتمعوا معنا فلا أدري هل نحن أنجاس وهم أنظف منا؟ كذلك بعضهم يسبح أثناء الصلاة وإذا قرأ الإمام آية ذكر فيها الله قالوا سبحان الله، وإذا أقيمت صلاة العشاء صلوا أربع ركعات نافلة!! فلا أدري ما مذهبهم وما دينهم؟ وقليل منهم مثلنا إذا صليت بجانبه لم يسحب نفسه بعيدا عني، ولكن أغلبهم يتنفلون أربع ركعات قبل العشاء، وهم في الأغلب يجتمعون بعد الصلاة في حلقات الذكر وهذا شيء جميل وتميزهم النظافة في الملابس، لكن لا يتعطرون، وأحيانا أظنهم صوفية وأحيانا لا أدري ماهم، فهل لكم علم بمذهبهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يمكننا الحكم على الجماعة المشار إليهم ولا عن مذهبهم، ولكن الذي يغلب على المسلمين في الدول الآسيوية أنهم على مذهب الحنفية في الفروع فلعل الجماعة المشار إليهم حنفية المذهب وقد يرجح هذا صلاتهم أربعا قبل العشاء فإن الحنفية يرون استحباب صلاة أربع ركعات قبل العشاء، كما جاء في الدر المختار من كتبهم: ويستحب أربع قبل العصر وقبل العشاء وبعدها. اهــ.

وعلى كل، فالتطوع بين الأذان والإقامة مشروع، لحديث: بين كل أذانين صلاة. متفق عليه.

وأما إذا كنت بقولك: وإذا أقيمت صلاة العشاء صلوا أربع ركعات نافلة ـ تقصد أنهم يتنفلون بأربع ركعات عند إقامة الصلاة فهذا غير مشروع حتى عند الحنفية، قال السرخسي الحنفي في المبسوط: وإذا أخذ المؤذن في الإقامة كرهت للرجل أن يتطوع، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. اهـ.

وكتب الحنفية أيضا مليئة ببيان سنن إقامة الصفوف في الصلاة وأن منها التراص والمقاربة وسد الفرج، والاجتماع على ذكر الله أمر مطلوب، لكن لا على صفة مبتدعة، كما بيناه في الفتوى رقم: 173453.

فإذا وجدت من الجماعة المشار إليها مخالفة في بعض السنن كعدم الاعتدال في الصف وعدم سد الفرج ونحو ذلك أو التنفل عند إقامة الصلاة فإنه يشرع نصحهم برفق وحكمة وبيان السنة لهم من غير تنفير ومشاحنة وخصومة، وقد قال صلى الله عليه وسلم للصحابة لما هموا بضرب الأعرابي الذي بال في المسجد: فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. رواه البخاري.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات