ماهية الإيمان الذي تلقاه الصحابة عن النبي

0 498

السؤال

سؤالي عن قول جندب بن عبدالله: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا ـ هذا القول درسته في المدرسة ويتضح فيه التدرج في التعليم، وسؤالي كيف تعلموا الإيمان في الماضي؟ وكيف لي بتعلمه الآن؟ وكيف ازدادوا إيمانا بالقرآن؟ وكيف لي بذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الحديث رواه ابن ماجه في سننه وقال في الزوائد: إسناده صحيح.

وأما تعلم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ للإيمان فقد تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم وزرعه في نفوسهم بتوجيهه وإرشاده وسلوكه فاصطبغت به نفوسهم وأشربته، قلوبهم فكان القرآن ينزل فيتلقونه عنه صلى الله عليه وسلم ويتلوه عليهم فيزيدون به إيمانا، كما قال تعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون {الأنفال:2}.

يقول الدكتور سفر الحوالي: هذا الإيمان الذي تلقوه لم يكن ـ على الإطلاق ـ درسا يسمى درس العقيدة يقال فيه: إن الإيمان قول وعمل، وإن الطاعات كلها داخلة في الإيمان ـ كما يصنع أكثر متأخري أهل السنة الذين أهملوا كثيرا من حقائق الإيمان واحتفظوا برسمه ولفظه فضلا عن أن يكون درسا كلاميا أو فلسفيا يقال فيه: الإيمان هو التصديق، والتصديق اعتقاد نسبة الصدق إلى المخبر بدلالة المعجزة، والمعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي... إلخ، كما هو الحال في دروس العقيدة في أكثر العالم الإسلامي اليوم وفي القرون الأخيرة الماضية، إن معايشة الجيل الأول للوحي وصاحبه صلى الله عليه وسلم مع ما آتاهم الله من سلامة الفطرة وصحة الفهم وحضور البديهة، جعلتهم أصدق الناس نظرا وأقلهم تكلفا وأحسنهم هديا، فإن سئلوا عن أمر كان جوابهم أوجز بيان وأشفاه وأبينه، إن لم يكن من ذات نور الوحي فهو قبس من مشكاته. انتهى.

وهذا الإيمان يحصل بالإقبال على الله والابتهال له سبحانه واللجأ إليه وحده وأن يتعاهد الإنسان نفسه محاسبة ومراقبة وأخذا بأسباب زيادة الإيمان وحذرا من أسباب نقصه، فيحرص على كل ما يقرب إلى الله، وأن يتجنب ما يبعد عنه سبحانه، ومن أعظم أسباب ذلك لزوم أهل الخير والصلاح وتعلم الإيمان منهم وتلقيه عنهم، ولمزيد الفائدة حول حقيقة هذا الإيمان الذي غرسه النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس الصحابة انظر الفتوى رقم: 70657 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة