الإصغاء للجليس وعدم مقاطعته من الأخلاق الفاضلة

0 332

السؤال

هل إذا استمعت إلى صاحبي من دون أن أقاطع كلامه و أقابله بوجهي ولا ألتفت عنه وهو يتحدث. هل لي أجر في ذلك وهل يعتبر من حسن الخلق ؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستماع إلى حديث الجليس وعدم مقاطعته من الأخلاق الفاضلة والآداب الرفيعة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها كما كان نبينا- صلى الله عليه وسلم- يفعل، فقد كان من هديه الإقبال على جليسه والاستماع إلى حديثه وعدم مقاطعته..
فقد روى الطبراني وغيره من حديث طويل في صفته- صلى الله عليه وسلم- قال: وكان صلى الله عليه وسلم يعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابرة حتى يكون هو المنصرف.. و لا يقطع على أحد حديثه.
وفي حديث طويل مع عتبة بن ربيعة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:قل يا أبا الوليد أسمع.. حتى إذا سكت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع منه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم.. الحديث رواه ابن هشام في السيرة والبيهقي فى الدلائل وغيرهم.
ولذلك فإنك إذا فعلت ما ذكرت رجاء ما عند الله تعالى لمن حسن خلقه فإنك مأجور إن شاء الله تعالى ؛ فقد روى أبو داود وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. حسنه الألباني.

وقال ابن القيم في مدارج السالكين: الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق: زاد عليك في الدين.
 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة