السؤال
سألتني أخت عن حكم الدعاء على الزوج، وقالت لي إنه ظلمها بشيء، وبعد أسبوع من الدعاء توفي الزوج بجلطة والآن هي نادمة على ما فعلت. فهل عليها إثم وهل قتلت نفسا بغير حق؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
سألتني أخت عن حكم الدعاء على الزوج، وقالت لي إنه ظلمها بشيء، وبعد أسبوع من الدعاء توفي الزوج بجلطة والآن هي نادمة على ما فعلت. فهل عليها إثم وهل قتلت نفسا بغير حق؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعاء المظلوم على ظالمه جائز، وإن كان العفو أولى، فقد قال الله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل. {الشورى:41}.
قال ابن كثير في تفسيره: أي: ليس عليهم جناح في الانتصار ممن ظلمهم. اهـ
وقال سبحانه: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما {النساء: 148}.
وفسرها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بقوله: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله: إلا من ظلم. وإن صبر فهو خير له. اهـ من تفسير الطبري. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب. رواه البخاري و مسلم.
ويدل لفضل الصبر والعفو أنه تعالى قال: وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم. {البقرة:237}.
وقال سبحانه: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}.
قال تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين {الشورى:40}.
ومن دعا على ظالمه لم يجز له أن يتعدى في دعائه قدر مظلمته.
قال القرافي: وحيث قلنا بجواز الدعاء على الظالم فلا تدعو عليه بمؤلمة من أنكاد الدنيا لم تقتضها جنايته عليك ـ بأن يجني عليك جناية فتدعو عليه بأعظم منها فتكون جانيا عليه بالمقدار الزائد ـ والله تعالى يقول: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.
وبناء عليه فإن لم تكن دعت عليه بما هو أعظم من جنايته فلا إثم عليها إن شاء الله.
ولا يقدر أحد على أن يجزم بأن موته كان بسبب دعائها عليه فالعلم عند الله تعالى وهل استجاب لها أم لا .
والله أعلم.