الطلاق أولى من ترك الزوجة معلقة

0 229

السؤال

تزوجت منذ ثلاث سنوات تقريبا، وكان ذلك بعد فترة كبيرة من التزامي، وكنت محتاجا للزواج كعلاج للبدن وللشهوة، ولعل هذا هو سبب المشكلة التي جعلتني أختار زوجتي بطريقة عشوائية، كان همي فقط إحصان الفرج، ولكن حتى في فترة العقد كانت تأتيني حالة نفرة من زوجتي، وكذلك أهلها فهم بعيدون كل البعد عن عاداتنا وثقافتنا مما يصيبني بالاشمئزاز، وكذالك زوجتي أنفر منها من وجهها وعاداتها المترسخة، وعندي منها طفل فأنا الآن بين نارين؛ لا أوفيها حقها وأظلمها وأخشى الطلاق من أجل ابني، وكذلك بعيدون كل البعد عن التآلف. فهل الطلاق هو الحل لنا جميعا أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحيانا إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء:19}.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.

كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطا لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه: .. فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

فالذي ننصحك به أن تصبر على زوجتك وتعاشرها بالمعروف لعل الله يجعل لك فيها خيرا ولا تتعجل في طلاقها، فإن الطلاق لا ينبغي أن يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإن كانت زوجتك لاتعفك أو تشعر بالنفور منها، فقد أباح لك الشرع أن تتزوج ثانية وثالثة ورابعة، ما دمت قادرا على الزواج، على أن تراعي العدل بين زوجاتك وتعاشرهن بالمعروف، فإن لم تقدر على ذلك وتعذرت عليك معاشرة زوجتك بالمعروف فلتطلقها، أما أن تتركها كالمعلقة فذلك ظلم غير جائز، قال تعالى: فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة { النساء: 129}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات