الأخوة في الله خير ما يكتسبه المرء

0 313

السؤال

تعرفت يا شيخ على شخص عن طريق صديق لي لم تكن المعرفة شخصية وإنما عن طريق التلفون فقد كان يقرب لصديقي ويضطر أحيانا صديقي للتواصل معي عن طريق جواله أو عن طريق حسابه في النت وكانت علاقتنا عادية مجرد سلام والسؤال عن الحال ولا أعرف شيئا عنه أبدا علمت بوفاة والده فأحببت أن أواسيه ببعض الكلمات وخاصة أنني قد ذقت مرارة وفاة والدي أيضا وكان هدفي أن أخفف من ألمه وأذكره بالصبر والاحتساب ولأول مرة أفتح معه الشات لأتكلم معه في تلك اليوم أحسست بآهات في داخله ووعدته بالحديث معه
تكرر حديثنا عن طريق النت حتى صارحني بآلامه وأحزانه وكنت أصبره ببعض الكلمات وعرفت أنه كان حافظا للقرآن لكنه أهمله في الفترة الأخيرة فكنت أشد على أزره حتى عاد لمراجعته ولله الحمد وأصبحنا نلتقي على المقاهي ونتبادل أطراف الحديث ولا أخفي عليك يا شيخ أنني أحسست بتعلقه بي فصارحته وقلت له إنني لا أريد سوى الحب في الله ولله وأنني سأدعو له في ظهر الغيب وسنبقى إخوة في الله حتى ولو افترقنا لكن حلف لي بأنه لا يريد سوى هذا وأنه يريد أن نضع يدنا لنتعاون في الخير، يا شيخ لدي مخاوف كبيرة أولا أنه يكبرني بثمان سنوات وثانيا أخاف أن يكون تعلق دون أن يشعر وخاصة أنه يحب الحديث معي يوميا ولساعات ولا أخفي عليك حتى أصبحت أحس بالراحة بالحديث معه وأخاف أن تكون قد ابتعدت علاقتنا عن طريق الحب في الله مع أن حديثنا لا يبتعد عن أحاديث الشخصية وعن الوطن والأهل وهموم الإسلام وأوصيه بالقرآن، وثالثا أنه يختلف تماما عني فأنا كما يصفني البعض بالمعقد والمتدين في أفكاري بالرغم أني لست حافظا للقرآن لكن أسأل الله لي الرحمة والمغفرة بعكسه تماما فبالرغم من أنه حافظ للقرآن فإنه يستمع للأغاني وغيرها أريد النصيحة يا شيخ جزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا فضل الحب في الله والفرق بينه وبين الحب لحظوظ النفس، في الفتوى رقم: 52433.

فالذي ننصحك به أن تحرص على أن تكون علاقتك بهذا الشخص علاقة محبة وأخوة في الله، وأن تتناصحا في الخير وتتعاونا على الطاعة والاستقامة وتجتمعا على ذكر الله وحفظ القرآن، وتصرفا أوقاتكما في الأمور النافعة، وينبغي أن تحسن الظن به ما لم تظهر منه ريبة، فإن ظهرت منه ريبة أو وجدت في مصاحبتك له ضررا عليك في دينك أو دنياك فانج بنفسك واقطع علاقتك به واحرص على صحبة أهل الخير والصلاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا. رواه أبو داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة