السؤال
هل الشيطان يوسوس فقط على الإنسان المسلم أم أنه يوسوس على اليهود والنصارى أيضا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشيطان يوسوس للجميع فكلهم داخلون في عموم الناس المذكور في قوله تعالى: يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس {الناس:5 ـ 6}.
وقدرته على الكفار أعظم لشدة غفلتهم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الشيطان يلتقم قلب العبد فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس .. ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية ـ رضي الله عنها: أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ـ وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا، أو كافرا. اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله: فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى وأن لا يزال لهجا بذكره فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذباب، ولهذا سمي الوسواس الخناس أي يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس أي كف وانقبض، قال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس. انتهى.
والله أعلم.