حكم قول: حسبي الله ونعم الوكيل. عند المصيبة

0 270

السؤال

أحد أصدقائي سمع بخبر وفاة أحد أبناء أصدقائه فقال: حسبي الله ونعم والوكيل ـ فسمعه أحد الموجودين معه فقال له لا يجوز قولها في هذا الوضع، وسؤالي يا شيخ: هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل في حالة سماع خبر وفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء؟ مع العلم بأنه من المعروف في مثل هذه الحالات قول إنا لله وإنا إليه راجعون؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمشروع لمن أصابته مصيبة أن يسترجع، كما قال تعالى: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون {البقرة:156ـ 157}.

ويجوز لمن أصيب بمصيبة أن يذكر الله تعالى بما شاء من أنواع الذكر، فإن في ذكر الله تعالى تسلية للقلوب وطمأنينة لها كما قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.

فلا يمنع المسلم مما شاء من ذكر الله تعالى عند المصيبة، بل ما يأتي به من ذلك فهو حسن قال ابن رجب: ويشرع أيضا ذكر الله ودعاؤه عند نزول الكرب وحدوث المصائب الدنيوية. انتهى.

وقول المسلم: حسبي الله ونعم الوكيل ـ مما لا حرج فيه في مثل هذا الحال ـ إن شاء الله ـ وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من غلبه أمر إلى هذا الذكر المشتمل على التفويض لله تعالى واللجأ إليه والرضا بتدبيره والوثوق بكفايته وحده تبارك وتعالى، وقد روى أبو داود في السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل.

والحاصل أنه لا ينكر على من قال هذه الكلمة عند المصيبة، بل هو مثاب على ذلك ـ إن شاء الله ـ وإنما الأولى والأكمل في المثوبة أن يسترجع.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة