من سرق في صغره هل يضمن وهل يجزئه رد الحقوق إلى اصحابها على التراخي

0 243

السؤال

سرقت عدة أشياء في صغري لعدم اهتمامي بالدين وأعلم أنه بعد التوبة يجب إرجاع الحقوق إلى أصحابها, فهل يجوز إرجاعها على التراخي؟ وما هي أقوال العلماء في ذلك؟ وهل كلما شككت أنني سرقت شيئا ما يجب علي أن أفكر وأتحرى كل السنوات الماضية وهل فعلا سرقت هذا الشيء؟ علما أنني مصاب بالوسوسة وأنني مقبل على امتحان شهادة البكالوريا بعد شهر تقريبا وأحتاج الكثير من الوقت لإكمال المراجعة وينقصني الكثير وقد أرسب أو أنجح بمعدل سيئ وطول التفكير والتحري عما شككت في أني سرقته طيلة السنوات الماضية يرهقني ويسبب آلاما في رأسي وتعبا وقلقا في نفسي بسبب ضياع الكثير من الوقت وقرب موعد البكالوريا, فهل أستطيع تأجيل التفكير والتحري بعد البكالوريا؟ ساعدوني أرجوكم في أقرب وقت أقلقني كثيرا هذا الأمر أجيبوا بالتفصيل جزاكم الله أفضل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن سرق وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم فإن الإثم مرتفع عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. أخرجه أصحاب السنن وأحمد والحاكم وغيرهم.

لكن عليك ضمان ما سرقته، لأن عدم التكليف إنما يسقط الإثم ولا يسقط الضمان، ولا بد في التوبة من مظالم الناس من رد الحق إلى صاحبه والتحلل منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.

وإذا كنت تستطيع ردها الآن فعليك المبادرة إلى ذلك، لأن التوبة واجبة على الفور ولا تتم إلا برد الحق كما أن في تأخير الحق عن صاحبه مع الإستطاعة والمطالبة مطل، ومطل الغني ظلم، لما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مطل الغني ظلم.

وأما إن كنت معسرا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لكن عليك العزم بردها متى ما استطعت ذلك مالم تتحلل من أصحابها ويبرئوك منها، وأما ما تشك في أنك سرقته فالأصل براءة ذمتك منه ولا يلزمك تكلف النظر وإجهاد الفكر لمجرد الشك، وانظر الفتوى رقم: 174521.

وبناء عليه، فما علمته من الحقوق أوغلب على ظنك فعليك أداؤه متى استطعت، وما تشك فيه فحسب فاصرف فكرك عنه ولا تشغل به بالك ولا سيما أنك صاحب وسوسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة