السؤال
بادئ ذي بدء
أود أن أشكركم على موقعكم القيم الرائع
وعلى ما تقدمونه للمسلمين
سائلة المولى أن يجعل عملكم في موازين أعمالكم
إنه ولي ذلك ومولاه.
أفتونا مأجورين عن حكم لعبة المزرعة السعيدة على موقع الفيسبوك حيث إن اللعبة تقوم على فكرة مزرعة يقوم من خلالها لاعب اللعبة بالزراعة والحصاد وتربية الحيوانات. وهذا هو بيت القصيد حيث إن تلك الحيوانات تشبه إلى حد كبير الحيوانات الحقيقية وهي في اللعبة يقوم اللاعب بتربيتها وتقوم الحيوانات بإنتاج حليب وبيض ولحوم وما إلى ذلك من منتجات المزرعة الحقيقية.
كما أن بها ماكينة لعصر العنب.
هل على من يلعب تلك اللعبة أي إثم
وأيضا ألعاب تلبيس العرائس على النت
حيث تكون هناك ما يشبه الدمية عارية ويقوم لاعب هذه اللعبة بإلباسها الملابس وتزيينها ووضع مساحيق التجميل كما لو كانت فتيات حقيقيات.
هل سيكون لاعب هذه الألعاب ممن سيقال لهم (أحيوا ما خلقتم)
علما بأن هذه الألعاب تملأ النت ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أفتونا أحسن الله إليكم وبارك في علمكم ونفع بكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام أباح الترويح عن النفس وأنواع التسلية، ولكن بشرط أن يضبط كل ذلك بالضوابط الشرعية، كأن لا يلهي عن ذكر الله ولا عن الصلاة أو أي فرض آخر.
ومع القول بجواز اللعب بهذه الضوابط فينبغي للمسلم أن لا يضيع وقته فيما لا ينفعه في أمر دينه ودنياه، والأولى بالمسلم هو توظيف وقته في الأمور النافعة له ولأمته.
يقول الشاطبي في الموافقات: وكذلك اللهو واللعب والفراغ من كل شغل إذا لم يكن في محظور، ولا يلزم عنه محظور فهو مباح، ولكنه مذموم ولم يرضه العلماء، بل كانوا يكرهون أن لا يرى الرجل في إصلاح معاش، ولا في إصلاح معاد، لأنه قطع زمان فيما لا يترتب عليه فائدة دنيوية ولا أخروية، وفي القرآن: ولا تمش في الأرض مرحا. {الإسراء: 37}. إذ يشير إلى هذا المعنى. انتهى.
وإذا اشتملت الألعاب على الصور، فالأمر راجع إلى حكم التصوير، والتصوير على أقسام:
فان كان بالرسم باليد، فالجمهور على تحريمه لعموم أدلة تحريم الصور.
وان كان بالآلة الفوتوغرافية، فقد حصل فيه الخلاف بين العلماء المعاصرين، فقال بعضهم: هو داخل في عموم الأدلة، وقال آخرون ليس هذا بتصوير وإنما هو حبس للظل، وعكس لخلق الله، كالصورة في المرآة والماء.
وعليه، فإن كانت ألعاب الفيديو أو الكمبيوتر تحتوي على صور لذوات الأرواح، وكانت برسم اليد، فلا تجوز للكبار، وإن كانت بالآلة الفتوغرافية فإن الأمر فيها أخف.
وأما لعبة تلبيس دمى العرائس العارية وتزيينهن ففيه محظور الاستمتاع بالنظر إلى هذه الصور العارية وما يجر ذلك من إثارة للغرائز والشهوات.
والله أعلم.