السؤال
أنا طالب أدرس في معهد لغة، وقد أساء هذا المعهد إلي كثيرا، و أيضا ظلمني بالافتراء علي والكلام عني بما ليس في، وبسبب هذه الإساءة قررت أن لا أكمل الدراسة فيه وانسحبت منه ولكن هم يريدون مني مبلغا من المال وأنا لم أكمل الدراسة معهم، ولم أأخذ أي شهادة أو إثبات يقول إني درست عندهم، وأنا لم أدفع هذا المبلغ وأرى أنهم لا يستحقونه. هناك طلاب في هذا المعهد يقولون إن هذا المعهد فقط يريد المال سواء احتجت إلى لغة أم لا سوف يجعلونك تدرس فيه من أجل الحصول على مالك، وهذا المعهد يؤهلك للدراسة في الجامعة فلابد من المرور عليه.
الآن هم يريدون أكثر من خمسة آلاف دولار مني هل أدفع لهم أو لا ولماذا ؟ مع ذكر الدليل فضلا لا أمرا و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المبلغ أجرة مستحقة عما مضى من دراستك في المعهد فلا يحق لك الامتناع من دفعها لكونك قد استوفيت عوضها من المنفعة وثبتت في ذمتك. جاء في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره. وقد قال تعالى:يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود {المائدة:1}.
وأما إن كان المبلغ الذي يطلبونه هو عن المدة التي لم تدرسها وكان السبب الحامل لك على ترك الدراسة هو ظلمهم لك وتضييقهم عليك مما دفعك لترك الدراسة فلا يلزمك الاستمرار معهم، ولك فسخ العقد للضرر اللاحق بك بسببهم، إن ثبت كون ماذكرته ضررا، ويرجع في تقدير الضرر لذوي الخبرة، ولا تستقل أنت بتقديره، فإذا ثبت كونه ضررا يبيح لك فسخ العقد فلا يلزمك دفع الأجرة عن المدة المستقبلة ما لم يزيلوا هذا الضرر ويمكنوك من الانتفاع بالدراسة في المعهد دون ضرر أوإيذاء من قبلهم .
والله أعلم.