استقرار الأسرة ولم شمل الزوجين يعين على حسن تربية الأولاد

0 286

السؤال

كنت على علاقة مع امرأة لمدة طويلة، مع العلم أني كنت في الطريق غير الصحيح، ومع علمي بأنها كانت امرأة هوى، وبعد 6 سنوات حاولت الابتعاد عنها ولكنها لم ترض وقالت لي إنها تركت أهلها ودولتها فقط لتبقى معي، وإن لم أتزوجها فإن الله سيعاقبني لأني مثلت عليها الحب، ولم تتركني، وكانت تتعقبني حتى إلى منزل أهلي في منتصف الليل، وأخبرت أهلي بأنني أريد الزواج منها ورفضوا ذلك فتزوجتها من دون علمهم، ورزقت بطفلة. ولكنني منذ الزواج بها لم أقتنع بالزواج، وإحساسي بالخجل في الخروج معها، ولا أكن أي إحساس من ناحيتها وكانت تزعجني وتراقبني، فكنت كثير الشجار معها حتى طلقتها وحكم القاضي علي أنها طلقتان و أمضت العدة ولم أرجعها، وحتى الآن تزعجني كأنني زوجها بنفس الأسلوب والكلام بأن الله سيعاقبني ولماذا أطلقها، وأنني لن أحصل على زوجة مثلها، وأنني ظلمتها ولعبت عليها، وتتحجج بالطفلة أنها تستيقظ طول الليل وتريد أباها، وتدعو علي كل يوم، وأهلي يقولون لي ارجعها أو ستدعو عليك. فهل أنا ظالم أم إنني على صواب، مع العلم بأنها تابت من ما كانت تفعله قبل الزواج ولكنني غير قادر على النسيان وأكن لها الاحترام من أجل ابنتي وأوفر لهم السكن والمصروف، ولكنها تطالبني بسكن أغلى وإن لم أفعل ستأخذ ابنتي إلى بلدها فرنسا، إنني أعيش الإزعاج يوميا كأنها لازالت زوجتي، مع العلم بأن أهلها تحدثوا معها مرات عديدة أن تتركني في حالي وإنني أعتقد أنها مريضة نفسيا لأن هذه التصرفات لا تدل على الحب، وتقول لي دائما بأنني تركت ابنتي من أجل السهر و البنات، مع العلم بأنني أرى ابنتي يوميا لأمضي بعض الوقت معها، و تقول لي بأن هذا الوقت غير كاف، و تقول بأنها ستراقبني لتعلم من المرأة التي فضلت عليها، مع أنني طلقتها وأعيش هذا الإزعاج سنين طويلة قبل الزواج وأثناء الزواج وبعد الطلاق، وأقول لها مرات عديدة إن كنت أفعل الغلط فإن هذه الأمور بيني وبين ربي ولا أعلم ما ذا أفعل مع هذه المرأة وتريدني أن أشعر بالذنب دائما وأنني يجب أن أكون معها. لكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنرجو أن تكون قد وعيت الدرس وتبينت أن العلاقات غير الشرعية يمكن أن تقود صاحبها إلى شيء من النكد والعواقب غير الحميدة، فالتوبة من ذلك واجبة ولتكن توبة نصوحا تندم فيها على تلك العلاقة الآثمة وتعزم على عدم العود لمثلها في المستقبل، وراجع شروط التوبة بالفتوى رقم 5450.

  وهذه المرأة هي التي جنت على نفسها بإقامتها هذه العلاقة معك عن رضى وطواعية. كما أن الطلاق مباح إلا أنه يكره إن لم تدع إليه حاجة، وانظر الفتوى رقم: 12963 ، فلست ظالما لها بمجرد تطليقك لها، ولا يلزمك إرجاعها ولكن إن أمكنك أن ترجعها إلى عصمتك فافعل خاصة وأنك قد ذكرت أنها تابت، بالإضافة إلى أنك قد رزقت منها هذه البنت، فاستقرار الأسرة ولم شمل الزوجين مما يمكن أن يكون معينا على حسن تربيتها وفراقهما قد تكون له آثار سيئة عليها.

 وإذا رغبت في رجعتها فإن كانت لا تزال في عدتها جاز لك رجعتها من غير عقد جديد، وأما إذا بانت منك فلا بد لإرجاعها من عقد جديد بإذن وليها وحضور الشهود، وراجع الفتوى رقم 30332 ففيها بيان أنواع الطلاق والفتوى رقم 1766 وهي عن شروط صحة النكاح.

 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات