السؤال
لدي سؤال حول حال المرأة في الجنة، وأنها ملزمة بزوجها في الدنيا. فما الحال إذا كان زوجها يهينها ويسيء معاملتها، مما أفسد عليها دنياها ودينها.
فكيف ترجع معه مرة أخرى في الآخرة بعكس الرجل المتاح له أن يتزوج ممن يشاء من النساء وكما يريد. فهل ما سوف يحدث يتناسب مع العدل والمساواة؟
وأين الرحمة الإلهية؟
شكرا، والرجاء الرد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي العلم أولا بأن الله تعالى يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، قال تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون {القصص:68}. وقال: وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم {الأنعام:115}. أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام. والمسلم أو المسلمة يمكن أن يستشكل أمرا فلا يتبين له وجه الصواب فيه، فليس هذا بمستغرب، ولكنه إذا سأل في هذه الحالة فعليه أن يسأل سؤال مستفهم يريد أن يتعلم لا سؤال معترض على أحكام رب العالمين فيكون فيه شبه بإبليس اللعين حين قال لربه: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين {ص:76}، فنربأ بالأخت السائلة أن تسلك هذا السبيل.
وقد سبق أن بينا أن المرأة لزوجها في الجنة، وأنها عنده أفضل من الحور العين، فراجعي الفتوى رقم: 117770. والحال في الجنة يختلف عن الحال في الدنيا، فإذا دخل أهل الجنة الجنة فإن من تمام النعيم فيها أن ينزع الله ما في قلوبهم من أحقاد تجاه بعضهم البعض، فلا يبقى ما كان بينهم من شحناء في الدنيا، كما أن المرأة لا يكون في قلبها شيء تجاه زوجات زوجها الأخريات في الجنة عكس ما يكون عليه الحال في الدنيا، فالأمر مختلف جدا، وانظري الفتوى رقم: 41602.
وصحيح أن الرجل قد يزوج بعدد من نساء الحور العين في الجنة، ولكن مع ذلك فإن زوجته من أهل الدنيا أحب إليه من غيرها، كما أنها هي نفسها ليس هنالك أحد أحب إليها وأقرب إلى قلبها من زوجها كما ذكرنا بالفتوى التي أحلناك عليها أخيرا. فهو إذن لن يذهب عنها ليتزوج من غيرها حتى توردي مثل هذه العبارات غير اللائقة نعني قولك: فهل ما سوف يحدث يتناسب مع العدل والمساواة؟ وأين الرحمة الإلهية؟.
والله أعلم.