حكم الخروج لاستقبال القادمين من العمرة ودفع الهدايا لهم وتلقيها منهم

0 211

السؤال

يتكون سؤالي من فرعين حول موضوع واحد:
1ـ عندما يرجع المعتمرون إلى ديارهم يستقبلهم الناس من أماكن بعيدة بسياراتهم ويخرج معهم الأطفال والنساء، فهل في هذا إشكال شرعي؟.
2ـ يقدم الناس لهم هدايا وهؤلاء المعتمرون يجلبون معهم هدايا لهم، والمشكلة أن أعدادهم كبيرة فيتكلف الفقير في شراء الهدايا، فهل في هذا إشكال شرعي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فأما خروج الناس لتلقي القادم من حج أو عمرة فهو عمل حسن وأمر مشروع، شريطة ألا يصحب ذلك شيء من المنكرات كالمعازف أو تبرج النساء ونحو ذلك، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وتلقي الحاج مسنون، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل المدينة وإنه قدم من سفر ـ فسبق بي إليه فحملني بين يديه ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردفه خلفه فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة... وفي المسند وصحيح الحاكم عن عائشة قالت: أقبلنا من مكة في حج أو عمرة فتلقانا غلمان من الأنصار كانوا يتلقون أهاليهم إذا قدموا، وكذلك السلام على الحاج إذا قدم ومصافحته وطلب الدعاء منه، وفي المسند بإسناد فيه ضعف عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له ـ وفيه أيضا عن حبيب بن أبي ثابت قال: خرجت مع أبي نتلقى الحاج ونسلم عليهم قبل أن يتدنسوا، وروى معاذ بن الحكم حدثنا موسى بن أعين عن الحسن قال: إذا خرج الحاج فشيعوهم وزودوهم الدعاء وإذا قفلوا فالقوهم وصافحوهم قبل أن يخالطوا الذنوب فإن البركة في أيديهم. انتهى.

وكذا حمل الحاج أو المعتمر الهدايا لأهله وقرابته وأصدقائه هو أمر حسن جالب للمودة بين المسلمين، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.

والإهداء للقادم من الحج أو العمرة كذلك هو أمر حسن، لكن ينبغي تجنب أن يحمل الإنسان نفسه ما لا يطيق أو يكلف الفقير ما يشق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة