السؤال
ما هو الحكم الشرعي في من يذكر النكات التي تطال رب السموات والأرض أمام الناس من أجل إضحاكهم، علما أنه يصلي الصلوات الخمس في المسجد، وعندما نقول له هذا حرام لا يجوز يقول إن الله أرحم من أن يعذب عبدا حقيرا مثلي؟ نريد منكم توجيها لهذا الشخص ولأمثاله، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستهزاء بالله تعالى وآياته ورسوله كفر مخرج من الملة ـ والعياذ بالله ـ قال تعالى: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين {التوبة: 65ـ 66}.
فإن كانت هذه النكات بالفعل فيها تطاول على الله تعالى أو استهزاء أو تنقص، فقد خلع صاحبها ربقة الإسلام من عنقه، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، ثم التوبة معروضة بعد، فمن تاب تاب الله عليه، وراجع في ذلك الفتويين: 140388، 120951.
وأما دعوى أن الله تعالى أرحم من أن يعذب عبدا حقيرا مثله، فهي من تزيين الشيطان وتسويله وتلبيسه، قال تعالى: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير {الحج: 3ـ 4}.
فالله تعالى لا يرضى لعباده الكفر، وهو سبحانه سريع العقاب، وشديد العذاب، عزيز ذو انتقام، قال سبحانه: ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب {البقرة: 211}. وقال: إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام {آل عمران: 4}. وقال: ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب {آل عمران: 19}. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 11614.
والله أعلم.