السؤال
هل يجوز إعطاء الصدقة أو الزكاة لطالب أشعري يدرس في الأزهر معتقدا الاعتقاد الأشعري، أو يدرس عند أحد المشايخ الأشعريين غير الدروس في العقائد؟ كنت أطلب العلم لأكون داعية في بلدي ودرست العلوم الشريعة سنة تقريبا، ثم تغيرت فكرتي إلى أن أطلب العلم لأجل هدايتي ولأهلي ولأقاربي لا لأن أكون داعية في بلدي؛ لأنني خفت من مسؤولية الدعوة، وخفت أن لا أستطيع أن أؤدي تبليغ الدين وأشتغل بأمر ثان. والآن قد بدأت أطلب العلم كي أعرف الأشياء أو الأمور التي تدخلني النار لأجتنبها، ولكي أعرف الأمورالتي تدخلني الجنة برحمة الله لأعمل بها. فهل أنا آثم بتغيير فكرتي في هذا الأمر؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أوضحنا في فتاوى كثيرة الموقف من الأشاعرة وأنهم أقرب المتكلمين إلى أهل السنة والحديث، وانظر الفتوين رقم: 146197، ورقم: 150727.
والصدقة على طالب علم يدرس مذهب الأشاعرة في الاعتقاد مما لا نرى به بأسا إذا لم يوجد من هو أمثل منه ممن يكون على طريقة السلف مع وجوب مناصحته وأن يبين له خطأ مذهب الأشاعرة في كثير من مسائل الأصول ومخالفتهم فيها لمذهب السلف، ولعل الصدقة عليه والإحسان إليه يكون مدعاة لتأليف قلبه واستمالته ليراجع الحق في هذه المسائل، وأما أنت فعليك أن تطلب العلم لنفع نفسك أولا بمعرفة ما يقرب إلى الله فتأتيه وما يبعد منه فتجتنبه، ومما يقرب من الله تعالى الدعوة إليه سبحانه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصوص في فضل الدعوة إلى الله سبحانه كثيرة جدا، وحسبك قول الله سبحانه: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين {فصلت:33}.
فليس ثم تعارض بين أن تطلب العلم بنية أن تنفع نفسك أو أن تطلبه بنية الدعوة إلى الله تعالى؛ وذلك لأن الدعوة إليه سبحانه من أعظم ما يعود عليك بالنفع، ولست آثما بتغيير نيتك إلى المقصد المذكور، لما بيناه لك من أن من أعظم الأعمال التي يرجى بها دخول الجنة برحمة الله الدعوة إلى الله تعالى، وعليك أن تحسن ظنك بالله وأن تعلي همتك وتطلب معالي الأمور مستعينا بالله تعالى مستمدا منه التوفيق والتسديد.
والله أعلم.