السؤال
كنت خارج المنزل، وجاءت صديقتي ولم تجدني، استقبلها زوجي وقال لها: أنا سأذهب لأجلب الأطفال من المدرسة، وانتظريها، لأنها اتصلت بي، وقلت لها سوف أعود بعد قليل، توقعت أنها سوف تنتظرني في السيارة، ولكن لما عدت رأيت باب المنزل مفتوحا قليلا وجالسين تريه هدية جلبتها لصديقتها . مارأيكم ورأي الشرع في ذلك؟ وتكلمت مع زوجي واعترف أنه أخطأ ولكن قلبي لا يصفو من فعلته ماذا أفعل؟ جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بالأجنبية حرام بلا خلاف، والخلوة تتحقق بانفراد الرجل والمرأة في مكان يأمنان فيه من دخول أحد عليهما، وأما إذا كانا لا يأمنان من دخول أحد عليهما فقد ذهب بعض العلماء إلى انتفاء الخلوة حينئذ.
قال ابن نجيم: ففي مجموع النوازل إن كان لا يدخل عليهما أحد إلا بإذن فهي خلوة. البحر الرائق.
ويرى بعض العلماء أن الخلوة تتحقق باجتماع الرجل والمرأة على وجه مريب.
قال البجيرمي (الشافعي): وضابط الخلوة اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، بخلاف ما لو قطع بانتفائها عادة فلا يعد خلوة. حاشية البجيرمي.
وعليه فقد أخطأ زوجك بجلوسه مع تلك المرأة الأجنبية وحدهما من غير ضرورة، ومادام قد اعترف بخطئه فالأصل إحسان الظن به، فإن التوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.