السؤال
إذا تبت عن أخذ المال الحرام وعزمت على رده، لكن عند المقدرة على رده لأني لا أملك المال حاليا. هل يستجيب الله دعائي في هذه الفترة لأني علمت أن السرقة من الكبائر وتمنع استجابة الدعاء. هل دعائي غير مستجاب لحين رد المال المسروق بالرغم من نية التوبة ورد المال المسروق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وتعقد العزم الجازم على أن لا تعود إلى الذنب فيما بقي من عمرك؛ فإذا أخلصت التوبة وبذلت ما تستطيع من جهد في رد المظالم ولم يمنعك من رد المسروقات إلا العجز عنها وكانت نيتك أن تردها عندما تستطيع، فالمرجو من لطف الله وكرمه أن يتجاوز عنك، ويقبل توبتك، وتنال محبة الله تعالى للتائبين، ويستجاب دعاؤك -إن شاء الله تعالى- لفعلك ما تقدر عليه، فقد قال الله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم {التغابن:16}، وقال تعالى: إن الله يحب التوابين {البقرة:222}. وقال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات {الشورى:25}، وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.
فعليك بالتوبة النصوح ورد المظالم إلى أهلها عند ما تستطيع.
نسأل الله تعالى أن يصلح حالك ويقبل توبتك.
وانظر الفتاوى أرقام: 93841، 1882 ، 16907.
والله أعلم.