القول الأمثل في سبب تركه صلى الله عليه وسلم التأذين

0 294

السؤال

الحكمة فى كونه صل الله عليه وسلم كان يؤم ولا يؤذن أنه لو أذن لكان من تخلف عن الإجابة كافرا ، وقال أيضا :‏ ولأنه كان داعيا فلم يجز أن يشهد لنفسه .‏ وقال غيره :‏ لو أذن وقال :‏ أشهد أن محمدا رسول الله لتوهم أن هناك نبيا غيره .‏ وقيل لأن الأذان رآه غيره في المنام فوكله إلى غيره .‏ وأيضا ما كان يتفرغ إليه من أشغال .‏ وأيضا قال الرسول صل الله عليه وسلم "الإمام ضامن والمؤذن أمين " رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، فدفع الأمانة إلى غيره .
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام :‏ إنما لم يؤذن لأنه كان إذا عمل عملا أثبته ، أى جعله دائما ، وكان لا يتفرغ لذلك ، لاشتغاله بتبليغ الرسالة ، وهذا كما قال عمر:‏ لولا الخلافة لأذنت .
وأما من قال :‏ إنه امتنع لئلا يعتقد أن الرسول غيره فخطأ ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته :‏ وأشهد أن محمدا رسول الله .
هذا، وجاء في نيل الأوطار للشوكانى "ج ‏2 ص ‏36" خلاف العلماء بين أفضلية الأذان والإمامة وقال في معرض الاستدلال على أن الإمامة أفضل :‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده أموا ولم يؤذنوا ، وكذا
كبار العلماء بعدهم . ‏ ‏ ‏
فهل هذا صحيح أم لا؟ ولو كان لا بماذا أرد عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الكلام منقول من فتوى للشيخ عطية صقر رحمه الله، وهو محاولة من العلماء لالتماس الحكمة في عدم تأذينه صلى الله عليه وسلم، وفي كثير من هذه التعليلات نظر لا يخفى، وقد أشرنا إلى هذه المسألة وذكرنا كلاما حسنا للشهاب الرملي فيه تعقب لكثير من هذه التعليلات، وانظر لذلك الفتوى رقم: 69856 ، ولعل أمثل ما يجاب به عن تركه صلى الله عليه وسلم التأذين هو أنه كان مشتغلا بمصالح المسلمين مما يتعذر معه مراعاة الأوقات، فترك العمل الفاضل لاشتغاله بما هو أفضل منه، قال الشيخ ابن عثيمين: وإنما لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون؛ لأنهم اشتغلوا بالأهم عن المهم؛ لأن الإمام يتعلق به جميع الناس، فلو تفرغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمات المسلمين، ولا سيما في الزمن السابق حيث لا ساعات ولا أدلة سهلة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة