السؤال
كيف أرد على الرافضي الذي يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
إخواني وأخواتي الأعزاء، سأنقل لكم اليوم نصا موجودا في عدة كتب من كتب أهل السنة بمضمونه وبألفاظ مختلفة، والنص الذي سأنقله حرفيا من كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر في ترجمة الصحابي الجليل عثمان بن حنيف رضوان الله تعالى عليه:
وذكر المدائني عن شيوخه عن أبي نضره العبد، وابن شهاب الزهري، وأبي بكر الهذلي، وعامر بن حفص، وبعضهم يزيد على بعض أن عثمان بن حنيف لما كتب الكتاب بالصلح بينه وبين الزبير وطلحة وعائشة أن يكفوا عن الحرب ويبقى هو في دار الإمارة خليفة لعلي على حاله حتى يقدم علي رضي الله عنه فيرون رأيهم، قال عثمان بن حنيف لأصحابه ارجعوا وضعوا سلاحكم.
فلما كان بعد أيام جاء عبد الله بن الزبير في ليلة ذات ريح وظلمة وبرد شديد ومعه جماعة من عسكرهم فطرقوا عثمان بن حنيف في دار الإمارة، فأخذوه ثم انتهوا به إلى بيت المال فوجدوا أناسا من الزط يحرسونه فقتلوا منهم أربعين رجلا، وأرسلوا بما فعلوه من أخذ عثمان وأخذ ما في بيت المال إلى عائشة يستشيرونها في عثمان، وكان الرسول إليها أبان بن عثمان، فقالت عائشة: اقتلوا عثمان بن حنيف.
فقالت لها امرأة ناشادتك الله يا أم المؤمنين في عثمان بن حنيف وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ردوا أبانا فردوه، فقالت احبسوه ولا تقتلوه، فقال أبان لو أعلم أنك رددتني لهذا لم أرجع، وجاء فأخبرهم فقال لهم مجاشع بن مسعود اضربوه وانتفوا شعر لحيته، فضربوه أربعين سوطا ونتفوا شعر لحيته وحاجبه وأشفار عينه، فلما كانت الليلة التي أخذ فيها عثمان بن حنيف غدا عبد الله بن الزير إلى الزابوقة ومدينة الزرق وفيها طعام يرزقونه الناس فأراد أن يرزقه أصحابه، وبلغ حكيم بن جبلة ما صنع بعثمان بن حنيف فقال لست أخاه إن لم أنصره، فجاء في سبعمائة من عبد القيس وبكر بن وائل وأكثرهم عبد القيس، فأتى ابن الزبير في مدينة الزرق فقال مالك يا حكيم؟ قال: نريد أن نرزق من هذا الطعام وأن تخلوا عثمان بن حنيف فيقيم في دار الإمارة على ما كنتم كتبتم بينكم وبينه حتى يقدم على ما تراضيتم عليه، وأيم الله لو أجد أعوانا عليكم ما رضيت بهذا منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم، ولقد أصبحتم وإن دماءكم لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله بم تستحلون الدماء؟ قالوا: بدم عثمان، قال فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان أو حضروا قتله؟ أما تخافون الله. فقال ابن الزبير: لا نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلي عثمان حتى نخلع عليا، فقال حكيم: اللهم اشهد اللهم اشهد وقال لأصحابه إني لست في شك من قتال هؤلاء، فمن كان في شك فلينصرف، فقاتلهم فاقتتلوا قتالا شديدا، وضرب رجل ساق حكيم فقطعها، فأخذ حكيم الساق فرماه بها فأصاب عنقه فصرعه ووقذه، ثم حجل إليه فقتله وقتل يومئذ سبعون رجلا من عبد القيس.
تخيلوا إخواني هؤلاء الصحابة العدول وعلى رأسهم أم المؤمنين
غدر بعد الصلح
قتل
سرقة ونهب لبيت المال
نتف شعر لحية وحاجب وأشفار عيني صحابي من خيرة الصحابة.
فأين غيرة أهل السنة على الصحابة؟
وأين طلحة والزبير المبشران بالجنة عن هذه المهازل وكيف يسلمان أمرهما لامرأة حمقاء وشاب طائش؟
أين العدالة في هذه الأعمال يا أهل السنة ؟
أين علم وفقه عائشة التي رضيت بالغدر وأمرت بقتل صحابي، ثم بعد أن رجتها امرأة أخرى أن تتق الله في صاحب رسول الله خففت الحكم من القتل إلى السجن. أليس المفروض بها عندما جاءها أبان ليخبرها الخبر أن تستنكر على ابن الزبير فعلته ؟؟
ألم يحض الله تعالى على وفاء المسلم بعهوده ومواثيقه حتى مع المشركين.
اللهم اشهد بأني بريء من عائشة وطلحة والزبير، وابن الزبير وأبان بن عثمان، وكل من اعتدى أو ظلم أحدا من الصحابة أو غيرهم من المسلمين.
اللهم أنت أجل وأكبر وأعظم وأعدل من أن تساوي بين الظالم والمظلوم وبين المعتدي والمعتدى عليه وبين الغادر والمغدور.