حكم طواف من لا تدري نوعية الإفرازات الخارجة منها

0 393

السؤال

أنا امرأة متزوجة، أديت فريضة الحج هذا العام حج قران، كنت حائضا وأخرت الطواف بنفس يوم الرجوع، وكان في حسباني أني سأكون قد طهرت، لكن هذه المرة بالذات استصعب علي معرفه الطهر، قبل الطواف بيومين توقف نزول الدم مع وجود إفرازات خالية من الدم لونها أبيض مائل للاصفرار، فاغتسلت وطفت على أساس أني تجاوزت فترة الطهر المعتادة، وتوقعت أن هذه الإفرازات قد تكون نتيجة التهاب خصوصا أنه بوقت الحج لا تتوفر الحمامات بكل وقت وليست نظيفة، عند رجوعي بدأ تفتح لون الإفرازات، فبدأت أوسوس بأني طفت على غير طهارة، فبدأت أقرأ الحكم الشرعي، وصدمت حين علمت أن من يطوف على غير طهارة يعتبر محرما لحين العودة، فتذكرت عمرة قديمة أديتها قبل زواجي كنت حينها أجهل أن الاستمناء يوجب الغسل لكن لا أعلم تفاصيل هذه العمرة، هل أديتها بعد اغتسالي من الحيض حيث أكون رفعت الحدث الأكبر، وكان من عادتي أن أغتسل للإحرام لكن لا أعلم هل اغتسلت أم لا . وقعت بحيرة من أمري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فإن كان ما رأيته من إفرازات عقب الحيض صفرة أو كدرة فإنها تعد حيضا، ولا تعدين طاهرا حتى تنقطع هذه الصفرة أو الكدرة، وانظري الفتوى رقم: 134502 وأما إن كانت من رطوبات الفرج -كما هو الظاهر- فإنك والحال هذه لست حائضا، ولبيان الفرق بين الصفرة والكدرة ورطوبات الفرج انظري الفتوى رقم: 167711

وعلى تقدير كون هذه الإفرازات من رطوبات الفرج فقد كان يجب عليك أن تتوضئي قبل الطواف لأن هذه الإفرازات ناقضة للوضوء، فإن كان خروجها مستمرا فقد كان الواجب عليك أن تتوضئي بعد دخول وقت الصلاة ثم تفعلين بهذا الوضوء ما شئت من صلاة وطواف حتى يخرج الوقت على ما هو مبين في الفتوى رقم: 140299 فإن كنت فعلت ما ذكرنا فلا شيء عليك والحمد لله، وإن كنت تركت الوضوء من هذه الرطوبات فنرجو أن يكون لك سعة في الأخذ بقول شيخ الإسلام رحمه الله الذي يرى عدم اشتراط الطهارة لصحة الطواف، وانظري الفتوى رقم: 130261

وأما على تقدير كونك طفت حائضا أو جنبا فقد بينا ما يلزم والحال هذه في الفتوى رقم: 140656 ثم إن كنت شككت بعد فراغك من عمرتك المذكورة في كون طوافك وقع صحيحا أو لا فهذا الشك غير معتبر، لأن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا أثر له. وانظري الفتوى رقم: 120064 وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 181033 وما تضمنته من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة