حكم الترحم على ميت كان يسب الذات الإلهية

0 232

السؤال

أريد أن أسأل حضرتكم: هل يجوز الترحم على ميت كان يسب الذات الإلهية ـ يكفر ـ ولا يصلي ولا يصوم وعمل حياة بيته جحيما؟ أشعر بفشل الحياة، وحياتي معقدة بسسبه، والذي أتكلم عنه هو أبي وكل ما أتذكره أكره حالي، ومنذ أكثر من 10 سنوات ترك البيت ومشى في الأرض من دولة إلى دولة، أرجوكم أريحوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فمن كان يسب الله تعالى ـ عياذا بالله ـ ومات على هذا المنكر الشنيع ولم يعلم أنه تاب منه فإنه لا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له فإنه محكوم بكفره، قال تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم {التوبة:113}.

وما يضرك ذنب أبيك وكفره بربه وقد أفضى إلى ما قدم وأمره إلى الله تعالى الذي لا يظلم الناس شيئا، ثم إن المؤمن الكامل الإيمان يرضى بما يرضي الله تعالى ويوالي من والاه الله تعالى ويعادي من عاداه الله تعالى، فلا ينازع الله في حكمه، فهون عليك أيها الأخ فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى، قال العلامة السعدي رحمه الله في الكلام على الآية السابق ذكرها: يعني: ما يليق ولا يحسن للنبي وللمؤمنين به: أن يستغفروا للمشركين ـ أي: لمن كفر به، وعبد معه غيره: ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ـ فإن الاستغفار لهم في هذه الحال غلط غير مفيد، فلا يليق بالنبي والمؤمنين، لأنهم إذا ماتوا على الشرك، أو علم أنهم يموتون عليه، فقد حقت عليهم كلمة العذاب، ووجب عليهم الخلود في النار، ولم تنفع فيهم شفاعة الشافعين، ولا استغفار المستغفرين، وأيضا فإن النبي والذين آمنوا معه، عليهم أن يوافقوا ربهم في رضاه وغضبه، ويوالوا من والاه الله، ويعادوا من عاداه الله، والاستغفار منهم لمن تبين أنه من أصحاب النار مناف لذلك مناقض له. انتهى.

فأقبل على شأنك واجتهد في عبادة ربك واعلم أنه سبحانه حكم عدل لا يظلم الناس مثقال ذرة وأنه سبحانه يجزي كل نفس بما كسبت فارض بحكمه وسلم لأمره، فإن حكمه سبحانه دائر بين الفضل والعدل وبين الرحمة والحكمة والمصلحة، سبحانه له الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة