السؤال
قبل سبع سنوات عندما حاولت الخشوع والتفكر في صلاتي بدأت رحلتي مع الوسواس
بدأ بوسواس الطهارة, وانتهيت بوسواس مدمر في العقيدة ـ حديث في نفسي لا أنطق به أبدا ـ ولكني لم أستطع إسكاته( على هيئة خواطر لا يحتملها العقل فيها إلحاد وشك سخرية واستهزاء بكل ما هو من الدين وكفر بأنعم الله , تكذيب لكل ماهو من الدين,الشك بكل شيء حتى بوجود الخالق سبحانه, سب وشتم واعتراض وتسخط, سوء ظن بالله, تكبر واستعلاء)
في عامي الأول معه قاومته حتى وصلت إلى درجة الجنون ( بكاء دائم..خوف من عذاب الله.. شعور بالذنب ..شلل تام في التفكير والمفاهيم فلا حقائق ثابتة)
وصلت لمرحلة مع الوسواس حتى إنه أثر على يقيني بديني , تغيرت مفاهيم الخير والعدل عندي .. أصبحت أطلب دليلا عقليا على كل شيء في الدين ,افتقدت التسليم بشرع الله(فسبع سنوات كفيلة بعمل غسيل دماغ)
أحتاج إلى جهد كبيير كي أثبت وجود لله,فقد كتبت الآيات الدالة على وجود الله في ورقة كي أقرأها عندما تهجم على الأفكار الكفرية, ومؤخرا أصبحت هذه العملية لا تجدي تماما .. فكثيرا ما قرأتها ثم عدت لوسواسي في الصلاة حتى ذهبت من نفسي رهبة هذه الأدلة .. أقرؤها ولا تدخل قلبي
ومع هذا عندما تأتيني هذه الأفكار أشعر كأنه قد أغلق على قلبي وعقلي في حفرة لا أستطيع الخروج منها ولا أستطيع أن أفكر في شيء آخر سواها فأجد في نفسي ميلا لها كون الله سبحانه وتعالى لم يحفظني منها
فقد تشكلت في عقلي الباطن صورة سيئة عن الله سبحانه وتعالى وعن الدين وعبارات سيئة ترد عند سماعي لهم على بالي فجأة ..لا أستطيع دفعها فأشعر بالضيق لأني أعلم أنها خطأ
وفي كل مرة أفيق .. فأندم .. فأستغفر .. حتى اعتدت هذه العملية بل أشعر أني أكذب على الله تعالى بتوبتي وأعلم أن لا طاقة لي بالتوقف عنها لأني لا أستمر أكثر من 12 ساعة وأقع فيه مرة أخرى مع علمي بأنه خطأ ولكن لا سبيل لرده
في رمضان هذا اغتسلت ست مرات بنية الدخول إلى الإسلام ..
س1: هل يجب علي الاغتسال إذا وجدت في نفسي ميلا لهذه الأفكار .. مع العلم أني أجد صعوبة في التمييز بين مصادر الأفكار التي بداخلي
ـ من كثرة ما مرت آيات الجبار وتأثري بها لحظيا ثم عودتي لما كنت عليه من وسواس وشكوك ضعفت هيبة هذه الآيات في قلبي تماما كقولهم:(قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم)أشعر أنما أنا فيه عذاب من الرحمن بعد أن استمرأت الاستسلام للوسواس مع كل هذه الأدلة التي حولي..عندما أمر على آيات الكفار والمنافقين أشعر أنها تتحدث عني س2: بصدق .. هل أنا منهم ؟ بمعنى عندما يكفر الكافر بآيات الله هل يحدث هذا بالطريقة التي تحدث معي ؟ ( يتأثرون ثم يجدون لأنفسهم مخرجا بتكذيبها ثم تزول الرهبة من قلوبهم )؟ مع فارق أني شعر بأني على خطأ عندما تهجم علي الوساوس ولكن لا أملك ردها وتزول من قلبي هيبة الدليل ..
ـ أحاول أن أجتهد في العبادات لعلمي السابق أن الله حق .. لكن من قبح ما أجد في نفسي أشعر أني أحفر في بحر, قالوا إن العبادات هي السبيل لتزكية القلوب لكن لا أجد شيئا من هذا بل لا أظن أن الله يتقبل مني أصلا .. س3:هل أثاب على أعمالي الصالحة التي أدخل فيها بنية صحيحة ثم تفسدها علي هذه الأفكار؟ هل يجب علي أن أوقف هذه الأفكار ثم أنتقل للعبادة ؟
مع العلم أني كنت ـ فيما مضى ـ متمسكة بديني..
وطوال هذه السنوات لم أترك الصلاة (بل أكررها أكثر من مرة ) ولا السنن الرواتب وظاهري قمة في الالتزام, بل إن بعضهم يأتي ليستفتيني !!..
كما أني لا أوسوس في عباداتي إذا لم أحاول الخشوع فيها وتذكر عظمة الله.. ولكن
أعتقد أن عبادة كهذه لا تغني عني من الله شيئا, فأنا أريد أن تكون عبادتي لخالقي عبادة حقيقية تليق بعظمته وليست صورية ..