السؤال
أنا شاب أمضيت فترة مراهقتي وما بعدها في جاهلية، كنت على علاقة غير شرعية بفتاة وقد كان ما كان من جنس ـ غفر الله لنا ـ وأنا نادم جدا على تفريطي طيلة 10 سنوات من الحرام، ومصيبتي أنني كنت أجامعها في الدبر حتى تبقى عذراء، ومع مرور الزمن وجدت نفسي مهوسا بإتيان المرأة في الدبر ولا أفكر إلا فيه، وأنا الآن مقبل على الزواج وأعلم أنني لن أتمالك نفسي عن إتيانها في الدبر حاولت كثيرا ودعوت كثيرا أن يخلصني الله من هذه العادة الشركية، ولكن إلى حد الآن لم أتخلص من هوسها والتفكير فيها، وأنا محتار ماذا أفعل، وهل أتزوج ومن الممكن جدا أن أقع في دبرها؟ أم أعيش حياتي عازبا حتى يجعل الله لي مخرجا؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن ما أقدمت عليه مع هذه المرأة منكر عظيم وسبب من أسباب الطرد من رحمة الله تعالى، وقد أحسنت بالندم على ما فات، ولكن اجعل من هذا الندم توبة نصوحا مستوفية لشروطها والتي بيناها في الفتوى رقم: 5450.
وننبه إلى أن هذا الفعل وإن كان ذنبا عظيما إلا أنه لا يكفر فاعله، وما رواه الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وصححه الشيخ الألباني.
فالكفر المذكور فيه ليس المراد به الخروج من الملة، وإنما يحمل على تغليظ هذا المنكر، والتشديد فيه، قال الترمذي: وإنما معنى هذا الحديث عند أهل العلم على التغليظ. انتهى.
وتعلق قلبك بهذا الفعل من شؤم هذه المعصية بحيث تصبح مرضا يحرص المرء على فعله مع علمه بسوء عاقبته في الدنيا والآخرة، وانظر الفتوى رقم: 34015، ففيها بيان ما ذكره أهل العلم من مضار الوطء في الدبر.
ولعل ما ذكر فيها من قبح هذا الفعل مما يعينك على تركه، هذا بالإضافة إلى الصدق مع الله وحسن التوجه إليه فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، ولا ينبغي أن تمنعك الوساوس بهذا الخصوص عن الإقدام على الزواج فأقدم عليه واتق الله في أمر الوقوع في الحرام.
والله أعلم.