السؤال
هل هناك اختلاف بين الإنفاق في سبيل الله والإنفاق ابتغاء مرضاته؟ أم أن كليهما واحد؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الإنفاق إذا جاء مقرونا بلفظ: في سبيل الله ـ فإنه يراد به الجهاد على وجه الخصوص في الغالب، كما في قوله تعالى: وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين{19}.
قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: قوله تعالى: وأنفقوا في سبيل الله ـ أراد به الجهاد وكل خير هو في سبيل الله، ولكن إطلاقه ينصرف إلى الجهاد ... اهــ.
وقال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى: وما لكم ألا تنفقوا فى سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض ـ الإنفاق في سبيل الله بمعناه المشهور وهو الإنفاق في عتاد الجهاد لم يكن إلا بعد الهجرة، فإن سبيل الله غلب في القرآن إطلاقه على الجهاد .. اهــ.
بينما لفظ: ابتغاء مرضاة الله ـ يقصد به طلبا لمرضاة الله تعالى كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فإن ابتغاء مرضاته سبحانه هو الإخلاص. اهــ.
وقد يكون في الإنفاق في الجهاد أو في غيره من طرق الخير كالصدقة, كما في قوله تعالى: ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم {البقرة:265}.
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة: يعني بذلك جل ثناؤه: ومثل الذين ينفقون أموالهم ـ فيصدقون بها ويحملون عليها في سبيل الله.... وفي غير ذلك من طاعات الله، طلب مرضاته ... اهــ.
وانظري للفائدة الفتوى رقم: 67131.
والله أعلم.