لا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك والوسواس

0 213

السؤال

أنا يافضيلة الشيخ كنت قد غسلت ملابسي الداخلية وعصرتها ولبستها ولازال فيها بلل"رطبة" لأصلي، فلما انقضت الصلاة أتى فيها مذي وبعض الإفرازات من الدبر -أكرمكم الله- فحضر وقت الصلاة الأخرى فاضطرت لتبديل ذك اللباس. فرميت به مع الملابس المتسخة في مكان معين من الغرفة، وبعد ذلك رأيت بأنه وقع على عباءة أختي الصغيرة، ومن شدة غبائي لم أغسل عباءتها وأخبرتها بذلك لكنها لم تبال، وأخذت تلبسها ولم تغسلها حتى اللحظة، ولا أعلم على أي جزء سقط ذلك اللباس، وأشك في أنه سقط على أماكن معينة, المهم أنها تلمس العباءة بيديها وتصلي فيها، وبعض الأوقات يكون بشعرها بعض الزيت فيلامس العباءة، وقد قرأت بأنه عند الحرج فإن النجس الجاف"العباءة" إن قابل الطاهر"يديها أو شعرها" فإنه لاينتقل.
لكن سؤالي: هل لو لامس الرطب الطاهر النجس الجاف عدة مرات في لحظات متقاربة، كأن تلمس مكان النجاسة ويداها متعرقتان ثم ترفع يديها، ثم تلمسه مرة أخرى بعد مدة قصيرة جدا تقدر بالثواني. هل تنتقل أم لا ؟
أسألكم بالله الرد العاجل فهي تلمس كل شيء في المنزل وأهلي يلمسونه كذلك. فهل معناه أن بيتنا وأهلي كلهم نجس، مع العلم أني لم أخبر أحدا بذلك. أنا في حرج شديد من ذلك أودى بي للوسوسة. وإن كان كل شيء قد تنجس كيف لي أن أطهر أهلي لأنهم يحكون رؤوسهم وقد لامسوا تلك الأشياء وغير ذلك ؟؟ أنقذوني قبل أن أهلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس أيتها الأخت الكريمة مبلغا عظيما، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن هذه الوساوس ولا تلتفتي إلى شيء منها، وليس مجرد ملامسة الثوب المتنجس للثوب الطاهر مقتضيا لتنجس الطاهر إلا إذا حصل اليقين بأن الموضع المتنجس من الثوب لامس الثوب الطاهر وأحدهما مبتل، وما لم يحصل اليقين بهذا فإنه لا يحكم بانتقال النجاسة لأن انتقال النجاسة لا يحكم به بمجرد الشك، وانظري الفتوى رقم: 128341.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشيء المتنجس إذا لاقى طاهرا وأحدهما مبتل لم تنتقل النجاسة بذلك سواء تكررت الملاقاة أو لا، وانظري الفتوى رقم: 154941.

وما دمت مصابة بالوسواس على هذا النحو فلا حرج عليك في أن تعملي بهذا القول ريثما يعافيك الله تعالى، وانظري الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة