السؤال
سيدي، عمري 28 سنة، وقد أراد شاب ملتزم كان قد تعرف علي من خلال عملنا التقدم لخطبتي، إلا أنه في هذه الآونة كان قد ترك عمله ويبحت عن عمل جديد.
المشكلة أنه قد مر أكثر من سنة ولم يجد بعد عملا مناسبا، وخلال هذه الفترة تعلقنا ببعضنا، ونعلم أنه في بعض الأحيان نتجاوز المسموح به في حديثنا عبر الهاتف، حاولنا كثيرا إيقاف هذه العلاقة إلى أن يجد عملا لكن بعد مرور شهر نعود، مع العلم أنه من مدينة تبعد مسيرة يوم، وخلال هذه المدة لم نلتق سوى مرة واحدة، نفكر في عقد قراننا رغم هذه الظروف، خوفا من معصية الله وبحثا عن العفاف، وبقائي في بيت أهلي إلى أن يجد عملا، إلا أن عائلتي تعارض خوفا من مما قد يحصل إن طال مشكل عدم إيجاده لعمل، وكذلك هو محرج من أن يتقدم بهذه الظروف، مع العلم أنني أعمل وعائلتي لا تلزمه بأي مصاريف لكي نتزوج، هذا من جهة، وحرصا منا على ديننا من جهة أخرى. أفيدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قطع العلاقة بهذا الرجل ما دام أجنبيا منك، واحذري من التهاون واتباع خطوات الشيطان، فإن هذه العلاقات غير مشروعة ولو كانت بغرض الزواج فهي باب فتنة وذريعة فساد وشر، والمشروع لمن تعلق قلبه بامرأة أن يخطبها من وليها، فإن أجابه لم يحل له منها شيء حتى يعقد عليها، وإن قوبل بالرفض انصرف عنها.
فإن كان هذا الرجل عازما على الزواج منك فليتقدم لوليك، ولا يمنعه من ذلك خلوه من الكسب في الوقت الحاضر ولا سيما وأنت راضية بذلك.
قال ابن قدامة: ..وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه، وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج فإن كان عنده ما ينفق أنفق وإن لم يكن عنده صبر، ولو تزوج بشر كان قد تم أمره، واحتج بأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصبح وما عنده شيء ويمسي وما عنده شيء، وإن النبي صلى الله عليه و سلم زوج رجلا لم يقدر إلا على خاتم حديد، ولا وجد إلا إزاره، ولم يكن له رداء. أخرجه البخاري. قال أحمد في رجل قليل الكسب يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم، التزويج أحصن له ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه. المغني.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم : 135708
والله أعلم.