حكم الصفرة والكدرة بعد مضي أقل الطهر بين الحيضتين

0 5910

السؤال

دورتي غير منتظمة أبدا أبدا، فأحيانا تتأخر أسبوعا عن سابقتها وأحيانا يومين، وأحيانا عشرة، فمثلا أتت في شهر 7 بتاريخ: 2ـ7ـ ثم أتت في شهر 8 بتاريخ:14ـ 8 ـ أي تأخرت 12 يوما عن الموعد المفروض وتستمر لمدة 10 أيام، وبهذا يكون الطهر 32 يوما وسؤالي هو: عندما تبدأ الدورة تبدأ أولا بتمشيحة لونها زهري فاتح جدا جدا معه بعض اللون البني الفاتح جدا، وأحيانا يكون بنيا فقط وأحيانا فاتح، وأحيانا غامق، ومن ثم يصبح اللون بنيا ويستمر هذا أحيانا لمدة ساعات أو نصف يوم، وأحيانا يوم دون وجود الألم المعروف، وأحيانا أشعر به، وبعدها ينزل دم أحمر صاف كلون الرعاف، وبعد هذا الدم المصحوب بالقطع، ثم يعود الدم الأحمر كلون الرعاف، ثم اللون البني الغامق، ثم اللون الأصفر، وأبقى على هذه الحالة 10 أيام لا أصلي ولا أصوم منذ أن رأيت ما تحدثت عنه في اليوم الأول وبعدها في اليوم 11 إذا رأيت القصة البيضاء وأحيانا لا تكون بيضاء، بل يكون لونها مائل للبني قليلا أغتسل وأصلي وإذا رأيت جفافا أيضا أغتسل وأصلي وإذا صار اليوم11بعد الدورة ورأيت صفرة ـ اصفرارها واضح ـ خفيفة جدا ولها رائحة أيضا أغتسل وأصلي، لأنني أخاف أن تذهب علي الصلاة وأحاسب، لأنني تركت أعظم أركان الإسلام من أجل هذه التمشيحة البسيطة، فهل ما أفعله صحيح؟ وهل ما وصفته من ألوان خلال 10أيام كلها حيض؟ وهل المقصود بالكدرة لون بني غامق لا تجوز الصلاة عند رؤيته قبل الدورة وبعدها إن كان متصلا بها، والصفرة لون أصفر غامق مائل للون الكموني لا تجوز الصلاة معه، وهي تنزل آخر أيام الدورة، أما الصفرة التي لونها أصفر فاتح فلا تعتبر صفرة وتجوز الصلاة حتى لو كانت آخر أيام الحيض فهي تنزل بعد الصفرة التي لونها كموني وأحيانا طوال اليوم لا ينزل إلا بحجم عقدة الإصبع، وهذا طبعا قبل الطهر وأنا أصلي، فهكذا أعمل عندما أرى هذه الألوان، لأن الكدرة والصفرة التي تنزل مني تكون متصلة بالحيض قبله وبعده، وبالنسبة لما وصفته من ألوان في أول أيام الدورة من الزهري والبني دائما أراها عندما تأتيني الدورة يعني إذا رأيتها أعرف فورا أن الدورة قد بدأت فلا أصلي ولا أصوم يعني هذه الألوان لا أراها مثلا لمدة يومين ثم تنقطع وبعدها ينزل الدم، بل تكون سابقة للدم كما قلت وأعتبرها من الحيض، لأنني أخذت بالقول الذي رأيته في إحدى الفتاوى ـ الإفرازات الصفراء والبنية قبل الحيض ولو لم يكن هناك ألم هو حيض بشرط أن يكون نزولها بعد مضي أقل الطهر وهو 15 يوما ـ وهكذا أفعل، وقد قلتم إنه إذا اعتمدت المرأة على أحد الأقوال تنتهي من كل الوساوس ولا يكون عليها إثم إن عملت بها وارتاحت عليها نظرا لكثرة أقوال العلماء وتشعب الموضوع، فهل علي إثم إن اتبعت هذه الفتوى دون غيرها، لأن كل عالم يفتي بشكل مختلف عن غيره، فبعضهم يقولون حيض، وآخرون عكس ذلك، وضعت بين هذه الأقوال؟ وأحيانا أحس أن عشرة أيام كثيرة لذلك أغتسل وأصلي حتى لو بقيت صفرة بلون كموني أو بلون أصفر فاتح، لأن هذا اللون يا شيخ يستمر أحيانا مدة طويلة دون رؤية جفاف أو قصة بيضاء، لذلك أخاف أن تذهب علي الفروض خصوصا إذا استمرت 3 أيام بعد 10 أيام من الدورة، فهل ما أفعله صحيح؟ أم أنتظر إلى اليوم 15 أي بعد عشرة أيام أنتظر 5 أيام وأعتبر أن هذه الألوان الصفراء حيض حتى لو كانت مساحتها على الخرقة كعقدة الإصبع وبذلك تكون الدورة 15 يوما، فإذا رأيت أن هذه الإفرازات استمرت بعد 15 يوما أغتسل وأتوضأ لكل صلاة، وإذا طهرت خلال 5 أيام مباشرة أغتسل وأصلي؟ أرجوكم أفيدوني ماذا أعتبر الصفرة التي تكون فاتحة قبل الطهروتستمر لفترة قبل الجفاف أو القصة البيضاء والتي يشبه لونها اللون الأصفر الذي يكون بعد الطهر فأنا عندما أراها قبل الطهر أصلي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فقد بينا صفة الصفرة والكدرة في الفتوى رقم: 53831.

وانظري الفتوى رقم: 167711، لمعرفة الفرق بين الصفرة ورطوبات الفرج، وإذا علمت هذا فما دمت قد أخذت بقول من يعتبر الصفرة والكدرة حيضا إذا رأتهما المرأة بعد مضي أقل الطهر بين الحيضتين أي في زمن الإمكان فهذا مذهب جمهور العلماء، ولا حرج عليك البتة في العمل به، وعليك بناء على هذا القول أن تدعي الصلاة بمجرد رؤية هذه الصفرة أو الكدرة ولو قبل رؤية الدم، ثم لا تطهرين إلا إذا انقطع الدم وما بعده من صفرة أو كدرة ما دامت في مدة الإمكان، وهي خمسة عشر يوما، فما لم تتجاوز مدة الدم والصفرة والكدرة خمسة عشر يوما فجميع هذه الأيام حيض، فإذا انقطع جميع ذلك ورأيت القصة البيضاء أو الجفوف فإنك تغتسلين، وليس لك أن تغتسلي قبل رؤية الطهر بناء على مذهب الجمهور.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة