السؤال
ما حكم نوم الفتاة مع أخيها في غرفة واحدة وليس في فراش واحد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام يحث على تربية الأولاد وتعليمهم من الصغر على تطبيق تعاليمه السمحة، لأن التعليم في الصغر أرسخ ولهذا قالوا: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.
وقال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع".
وعلى هذا لا ينبغي للأبناء أن يناموا في مضجع واحد على سرير أو حصير أو غير ذلك، ولا يجوز كذلك أن يلتحفوا في لحاف واحد.
أما إذا كانت غرفة واسعة ولكل واحد سرير أو فراش منفصل ولحاف مستقل، فهذا لا مانع فيه، ولا يتوجه إليه النهي لما في تخصيص أفراد الأسرة بغرفة من مشقة وحرج عند أغلب الناس والله تعالى يقول: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج: من الآية78].
والحاصل: أنه ينبغي للفتاة أن تنام في غرفة منفصلة عن غرفة أخيها -إذا أمكن ذلك- إذا قاربوا البلوغ، أما أن يكون لكل واحد فراشه ولحافه فهذا متعين.
والله أعلم.