المرأة إن كانت قد ابتليت بالوسوسة في العقيدة فهل يؤثر ذلك على صحة نكاحها

0 195

السؤال

منذ حوالي خمس سنوات مررت بخوف وهلع شديدين جدا أثناء قراءتي لكتاب التذكرة للقرطبي فيما يتعلق بأهوال القيامة والقبر وبقيت لفترة أتردد على شيخ يقرأ القرآن والرقية الشرعية حتى تمكنت من بداية التأقلم مع الحياة مع بقاء الخوف الشديد بداخلي، وبعدها بدأت بالالتزام جيدا وتنقبت بفضل الله وانضممت إلى مجموعة دعوية في المدرسة، مع العلم أنني مدرسة وتعلمت أحكام التجويد وحفظت تقريبا ثلاثة أجزاء من القرآن وتغير حالي بفضل الله، وفي هذه الفترة مررت على ما أظن بجميع أنواع الوسواس القهري لا أريد أن أفصل لكنها كانت معاناة شديدة ـ والحمد لله على كل حال ـ وما يهمني في الموضوع أن من ضمن هذه الوساوس كان وسواس الشك في العقيدة على ما كنت أظن وكنت أدفعه جاهدة وأشك أنه لم يكن وسواسا بل شكا حقيقيا ثم أدفعه وأعتبره أحد أنواع الوسواس مع استمراري في محاولة استذكار والبحث عن معجزات الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم حتى سمعت أثناء بحثي لمحمد حسان ـ جزاه الله خيرا ـ عن بعض معجزات القرآن، وبعدها انشرح صدري وأشعر الآن بطمأنينة وراحة أكثر وثبات، وسؤالي الآن بعد هذه الراحة والطمأنينة هل ما كان يعتبر من الشك الحقيقي الذي يخرج صاحبه من الملة ـ والعياذ بالله؟ وإن كان كذلك تقليدا لرأي ابن تيمية بالنسبة لعقد الزواج فهل يجب أن أخبر زوجي بما كان ونتراضى على بقائنا مع بعض، لأن تجديد العقد يصعب علي خاصة وقد طلبت ذلك من والدي سابقا ونفذ رغبتي على مضض، أرشدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن وساوس الشكوك هذه التي كانت تهجم عليك خلال هذه المدة، لا تأثير لها على عصمة الزوجية، لأن هذه الوساوس التى يكون المرء كارها لها ونافرا منها، ومدافعا نفسه للخلاص منها، يحسبها الإنسان شكا وليست في الحقيقة شكا، لأن حقيقة الشك: التردد الذي ينفي أصل اليقين، ويزعزع أركان الإيمان، وأيضا فإن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان عليه حتى يتحقق الصارف عنه، قال الملا علي قاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد على إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة