السؤال
التسبيح بعد الانتهاء من الصلاة أي قول سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 33، ولا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تمام 100 سري أم جهري؟
التسبيح بعد الانتهاء من الصلاة أي قول سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 33، ولا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تمام 100 سري أم جهري؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن الأولى والأفضل الإسرار بجميع الأذكار التي لم يثبت الأمر بالجهر بها، ومنها الأذكار بعد الصلاة، وذلك لأن الإسرار أقرب للإخلاص، وأبعد عن الرياء، وأبعد عن التشويش والإضرار بالغير، إلا في حال وجود مصلحة تقتضي الجهر كالتعليم، أو رجاء الشخص أن يقتدي به غيره من الغافلين، أو ليطرد عن نفسه النوم أو الكسل ونحو ذلك من كل مقصد شرعي نافع. كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 30402، والفتوى رقم: 71542.
وفي شرح زاد المستقنع للشيخ محمد الشنقيطي جوابا لسؤال جاء فيه: الأذكار التي تكون عقب الصلاة هل يجهر بها المرء أم أنه يخفي بها صوته؟
الجواب: قولان للعلماء رحمهم الله في هذه المسألة: جمهور العلماء على أن السنة في الأذكار أن تكون سرية، وألا يجهر الذاكر بها صوته؛ لأن نص القرآن يأمر بإخفاء الذكر، وقالوا: لأنه أقرب للإخلاص، وأبعد عن الرياء، وأبعد عن التشويش والإضرار بالغير، وقال بعض أهل العلم رحمهم الله: يشرع الجهر بالأذكار، واحتجوا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أنهم ما كانوا يعرفون انتهاء الصلاة إلا بالتكبير بعدها، وأجيب بأن المراد بالتكبير: الرنة التي تكون من مجموع الذكر ولو مع مخافتة الصوت، وهذا معروف، ومن يعرف مساجد البوادي التي لا يكون فيها إزعاج ولا تشويش فإنه يجد أن الناس أثناء الصلاة في سكون تام، وإذا انتهت الصلاة -ولو كانوا يسرون بالذكر- يحس برنة وصوت محسوس واضح يدل على أن الصلاة قد قضيت، وعلى كل حال: من جهر يتأول السنة لا بأس ولا حرج عليه، ومن أسر يتأول السنة لا بأس ولا حرج عليه، والنفس أميل إلى الإخفات وعدم الجهر، إلا إذا كان عالما يعلم الجهال، أو كان في موضع فيه عوام فيرفع الصوت تعليما لهم، فلا بأس في ذلك ولا حرج. انتهى.
والله أعلم.