بذل السلام أدل أسباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة

0 473

السؤال

ما حكم الدين الإسلامي الحنيف في من يلقي السلام ولا يجيبه أحد؟ نظرا لأنني أعمل مع مجموعة من الزميلات وعددهن 3 وعندما أدخل وأسلم لا يجيب أحد هل ألقي السلام أم لا ألقيه عليهن؟ علما بأنهن لا يكلمنني ولا يرغبن في الحديث معي أما أنا ففي حالة العمل وإن طلب المسؤول شيئا مني لهم أقول لهن ولا أهتم.

الإجابــة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن المقرر شرعا أن ابتداء السلام مستحب ومرغب فيه شرعا، ففي حديث عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس أطعموا الطعام، وأفشوا السلام" الحديث رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ورد السلام فرض كفاية، فإذا ألقيت السلام فقد فعلت ما أمر به الشرع، وعدم ردهن لا يضرك بل يقع الإثم عليهن.
وإذا استمر أمرهن على هذا الحال، فالذي نراه هو ألا تتوقفي عن السلام عليهن، بل استحضري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال النووي رحمه الله: وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم من عرفت ومن لم تعرف، كما تقدم في الحديث الآخر، والسلام أدل أسباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة، وفي إنشائه تكمن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين، وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه قال: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار. وروى غير البخاري هذا الكلام مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبذل السلام للعالم، والسلام على من عرفت ومن لم تعرف، وإفشاء السلام كلها بمعنى واحد، وفيها لطيفة أخرى، وهي أنها تتضمن: رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة، وأن سلامه لله لا يتبع فيه هواه، ولا يخص أصحابه وأحبابه به.
فوجهي نيتك، وواصلي السلام، فلعل الله يؤلف بينكن وهو سبحانه على كل شيء قدير.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة