السؤال
ما هي الآثار الإيمانية في الإيمان بأن( الله على كل شيء قدير)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى إيمان العبد أن الله على كل شيء قدير: أن يعتقد اعتقادا جازما لا تداخله الشكوك أنه سبحانه متصف بالقدرة المطلقة التي لا يعجزها شيء يفعل ما يشاء كما يشاء لا معقب لحكمه، فالقدير فعيل من القدرة، وهو للمبالغة، ومعناه الفاعل لما يشاء، على قدر ما تقتضيه الحكمة لا زائدا عليها، ولا ناقصا عنها.
وهذه القناعة تثمر لدى العبد الإيمان بالقضاء والقدر الذي هو أصل من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، وآثار هذه العقيدة كثيرة لا تحصى من أهمها:
1- الخلاص من الشرك : لأنه لا يتم توحيد الله إلا لمن أقر أن الله وحده الخالق لكل شيء والمقدر له ، ولقد ضل عن هذا كثير من الناس، فزعم الفلاسفة أن الخير من الله، والشر من صنع آلهة من دونه، وضل المجوس فزعموا أن النور خالق الخير، والظلمة خالقة الشر.
2- الاستقامة على منهج الله سواء في السراء والضراء: لأن الإيمان بالقدر يجعل الإنسان يمضي في حياته على منهج سواء، لا تبطره النعمة، ولا تيئسه المصيبة، فهو يعلم أن كل ما أصابه من نعم وحسنات من الله، لا بذكائه وحسن تدبيره (وما بكم من نعمة فمن الله) [النحل: 53]
3- المؤمن بالقدر دائما على حذر: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) [الأعراف: 99] فقلوب العباد دائمة التقلب والتغير، والمؤمن يحذر دائما أن يأتيه ما يضله، كما يخشى أن يختم له بخاتمة سيئة، وهذا يدفعه إلى الإكثار من الصالحات، ومجانبة المعاصي والموبقات. انتهى ملخصا من القضاء والقدر للأشقر .
والله أعلم.