السؤال
ما الحكمة من تكرار قصة عاد وثمود وقصة ضيف إبراهيم في القرآن الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالقرآن العظيم مشتمل على أروع أنواع البلاغة وأقوى تحديات الإعجاز ، وأنفع أساليب البيان. وتكرار القصة الواحدة في مواضع متعددة من هذا القبيل فأما من ناحية البلاغة فإبراز المعنى الواحد في صور متعددة وأساليب متنوعة وتفنن شيق وألفاظ مختلفة رفيعة غاية في البلاغة. وأما من ناحية الإعجاز فإيراد المضمون الواحد في صور متعددة مع عجز العرب عن الإتيان بصورة واحدة منها أبلغ في التحدي. علما بأن العرب في ذلك الوقت وصلوا إلى قمة التفنن في البلاغة وحازوا قصب السبق في الفصاحة وملأوا الدنيا نثرا ونظما. وأما من ناحية البيان فتكرار القصة الواحدة يلفت الانتباه إليها ويشعر بالاهتمام بها. ويمكن الاعتبار بها في النفس ويرسخها فيها على أساس أن ما تكرر تقرر. ومن الحكم أيضا لتكرار القصة الواحدة في سور متعددة تناسب كل سياق مع السورة التي ورد فيها من حيث الطول والقصر والإطناب والإيجاز إلى غير ذلك من الحكم الكثيرة الجليلة. والله تعالى أعلم.