لا حرج على من دعا الله بمنع أمر ما عنه أن يسأله نواله بعد ذلك

0 225

السؤال

أنا متتبعة وفية لموقعكم، أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
منذ عشر سنوات كانت أوضاع أسرتي المالية جد صعبة, كان أبي يوفر لنا حاجيات الدراسة بصعوبة، وكنت أكبر إخوتي، فاجتهدت في دراستي، وكنت أحصل على الدرجات المرتفعة، ودائما أحس بعبء مسؤولية الوالد, فجاءت فرصة عمل، تقدمت بطلبي واجتزت امتحان الوظيفة. وكان الدعاء ما يهون علي مشاكلي، وكنت مستجابة الدعاء والحمد لله، وفي ليلة قبل إعلان نتائج مباراة العمل بت أصلي و أدعو ربي بنفس خاشعة باكية، وكأنني غريقة راغبة في مساعدة أسرتي، وحمل العبء عن أبي خاصة أنه فقد بصره في تلك الفترة. وأنا أدعو قلت: رب ارزقني هذه الوظيفة ولا أريد الزواج. في اليوم الموالي أعلن عن اسمي ضمن الناجحين، وكانت معجزة وهي أني آنذك أصغر المقبولين. و بدأت مسيرة العمل، سخرت عمري لأسرتي, الآن أنا في الثلاثين وأوضاع أسرتي تحسنت، وإخوتي حصلوا على وظائف، أما أنا فأحس بأن أيامي توقفت لا جديد، لا أمل، لا خطاب. مع العلم أن لدي مقومات الزوجة.
هل هي تلك الدعوة التي أعطاني الله تعالى بسببها الوظيفة ومنع عني الزواج، مع العلم أني لم أكن أعي أهمية الزواج لصغر سني آنذاك ورغبتي في مساعدة أسرتي. صراحة أنا الآن أعيش القلق والخوف من العنوسة كل صديقاتي تزوجن، وأنا أعاني، لا أحسد أحدا لكن أريد الاستقرار. إخوتي بدأوا يفكرون في الزواج وأنا حالي وقف. أرجو المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد  حجرت على نفسك واسعا، وبخلت عليها بما عند الكريم، فخزائنه سبحانه ملأى، ويداه سحاء الليل والنهار ، ولا ينقص العطاء من ملكه إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في الماء .

لكن باب الدعاء مفتوح، وفضل الله مبذول للمستجدين، وجوده مدرار على المستمطرين، فاقصديه وتوجهي إليه بلوعة حرى، ودمعة عبرى، يقض لك الحوائج، فإنه سبحانه سميع الدعاء، كريم غني لا يعجزه شيء .

ولا يمنعنك من سؤاله ما صدر منك في السابق، كما أنه لا علم عندك أنه استجيب لك بهذا الخصوص. وتأخر الزواج له أسباب متعددة.

فإياك إياك والقنوط مما عند الله، وعدم الرضا بقضائه. فإنهما من باطن الإثم الذي نهى الله عنه، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 119608 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة