السؤال
سمعت الشيخ الألباني رحمه الله يقول في أحد أشرطته إن الرجل حلال له أن يباشر زوجته، ويقبلها، إلى أن يمني في نهار يوم صومه. فهل هذا يعني أن الاستمناء في نهار الصيام حلال عند الشيخ أم إنني لم أفهم مقصده؟
سمعت الشيخ الألباني رحمه الله يقول في أحد أشرطته إن الرجل حلال له أن يباشر زوجته، ويقبلها، إلى أن يمني في نهار يوم صومه. فهل هذا يعني أن الاستمناء في نهار الصيام حلال عند الشيخ أم إنني لم أفهم مقصده؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنقول ابتداء: لقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في حكم المباشرة للصائم، وذكرنا أقوال الفقهاء فيها وهي برقم: 139639والفتوى المرتبطة بها .
وأما ما ذكرته عن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، فإن مذهبه في هذا جواز المباشرة للصائم في الأصل، واستدل على ذلك بما رواه مسلم وأحمد واللفظ له، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر وهو صائم، ثم يجعل بينه وبينها ثوبا يعني الفرج. اهــ.
وذهب أيضا إلى أن الصوم لا يبطل لو نزل المني بالمباشرة, وهذا مخالف لقول عامة أهل العلم، فإن عامة أهل العلم يرون فساد الصوم بنزول المني حتى حكاه بعضهم إجماعا, وذهب ابن حزم إلى أن الصوم لا يبطل بذلك.
فالشيخ الألباني رحمه الله تعالى وإن كان يرى أن الإنزال بغير جماع لا يفطر, إلا أنه ينصح باجتناب المباشرة ويمنع منها لا سيما لقوي الشهوة حتى لا ينجر بالمباشرة إلى الجماع.
فقد قال في تمام المنة: وإن مما ينبغي التنبيه عليه هنا أمرين: الأول: أن كون الإنزال بغير جماع لا يفطر شيء، ومباشرة الصائم شيء آخر، ذلك أننا لا ننصح الصائم وبخاصة إذا كان قوي الشهوة أن يباشر وهو صائم خشية أن يقع في المحظور -الجماع- وهذا سدا للذريعة المستفادة من عديد من أدلة الشريعة. منها قوله صلى الله عليه وسلم: ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه. وكأن السيدة عائشة رضي الله عنها أشارت إلى ذلك بقولها حين روت مباشرة النبي صلى الله عليه و سلم وهو صائم: وأيكم يملك إربه ؟ . اهـ.
وبهذا نحسب أنه قد اتضح لك ما استشكلته.
والله تعالى أعلم